حملة "تمرد" في الإسكندرية

   واصلت حركة "تمرد" في الإسكندرية انتشارها الواسع بين أعداد كبيرة من المواطنين في المحافظة، حيث تنظم فعاليات وجولات يومية في الأحياء الراقية والشعبية على السواء، لجمع توقيعات لسحب الثقة من الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، ما يلاقي قبولاً كبيراً بين الأهالي، وبخاصة بعد أن أعلنت تخطيها المليون توقيع. وفي ظاهرة جديدة، بدأت مجموعات من الأهالي غير المنتمين إلى أي فصائل سياسية،  وغير المرتبطين بالحملة المركزية، الحصول على نسخ من الاستمارة التي وضعتها "تمرد" على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، والعمل على الحصول على توقيعات المواطنين عليها لسحب الثقة من الرئيس.   ونظّم قرابة 15 شخصاً من أهالي منطقة محرم بك الأحد، جولة لتوقيع سحب الثقة، بعد 24 ساعة من الفعالية التي دشنها أعضاء الحملة في المنطقة وجمعوا خلالها أكثر من 3 آلاف توقيع، الأمر الذي تكرر في مناطق كرموز والحضرة قبلي والمندرة خلال الأسبوع الماضي.    وقال شريف الجمال، المتحدث باسم الحملة، إن أعضاءها يقومون بجولتين يومياً في المناطق الأكثر ازدحاماً في المحافظة، وبخاصة في ميادين المنشية ومحطة مصر والحقانية ومحطة الرمل وخالد بن الوليد، بينما تتنامى الجهود الشعبية غير المنظمة للمواطنين للقيام بالشيء ذاته دون تنسيق مسبق.    واعتبر "الجمال"، أن التوقيعات الشعبية الهادفة إلى سحب الثقة من الرئيس هي أسلوب راق في التعامل مع الوضع المتأزم في مصر، دون اللجوء إلى استخدام العنف أو أي إجراءات استثنائية، مؤكدًا أن التاريخ المصري يؤكد أن هذا النوع من أنواع الضغط له أبلغ الأثر في تحريك المياه الراكدة في الواقع السياسي، حيث لجأ إليها سعد زغلول زعيم ثورة 1919 في مواجهة الاحتلال الإنكليزي، والدكتور محمد البرادعي وقيادات الجمعية الوطنية للتغيير في مواجهة احتلال الحزب الوطني المنحل، وأتت بثمارها على أفضل ما يكون في الحالتين، على حد قوله.    وفي تطور سريع، تحول أسلوب جماعة الإخوان المسلمين من تجاهلها التام إلى مواجهتها والهجوم عليها وبدأت تنظيم حملات تشويه ضدها عبر لجان النشر والتي تعمل على توزيع المنشورات ولصق الملصقات على جدران الشوارع، واللجان الإلكترونية التي تقوم ببث الأفكار والهجوم على المعارضين عبر المواقع الإلكترونية وبخاصة التي تعمل في مجال التواصل الاجتماعي مثل "فيس بوك" أو "تويتر" أو "يوتيوب".    وظهر التحول السريع في التعامل مع "تمرد"، في صفحات بعض أبرز ناشطي الجماعة عبر "فيس بوك"، والذين اضطروا إلى نشر تصريحات تسب الحملة وتصفها بأنها نتاج لتراكم من فشل الحزب الوطني وجبهة الإنقاذ والأحزاب المدنية، بعد ساعات من مطالبتهم لرفقائهم بعدم التحدث عن الحملة وتجاهلها تماماً لعدم السماح باكتسابها شهرة.