كبار ضباط القوات المسلحة السودانية

بحثت مسؤولة أميركية رفيعة المستوى، مع قادة الجيش السوداني الترتيبات النهائية لانطلاق التفاوض المباشر بين الأطراف السودانية، الذي ترعاه الآلية الثلاثية التي تضم كلاً من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة «إيقاد»، لحل الأزمة السياسية المتفاقمة في البلاد.وقال إعلام مجلس السيادة الانتقالي في بيان إن اللجنة العسكرية الثلاثية، برئاسة محمد حمدان دقلو (حميدتي) وعضوي المجلس، شمس الدين كباشي وإبراهيم جابر إبراهيم: «التقت بالقصر الجمهوري بالخرطوم أمس، مساعدة وزير الخارجية الأميركية للشؤون الأفريقية السفيرة، مولي في، والوفد المرافق لها، بحضور سفير المملكة العربية السعودية بالسودان، السفير علي بن حسن بن جعفر».

وأكد القادة العسكريون دعمهم الكامل لجهود الآلية الثلاثية الميسِّرة للحوار بين الأطراف السودانية والعمل على إنجاحه. وقال مدير إدارة أميركا الشمالية بوزارة الخارجية السودانية، كمال بشير، في تصريح صحافي، إن اللقاء أمَّن على التوصل إلى توافق يفضي إلى تكوين حكومة مدنية، ودعم عمل الآلية الثلاثية الميسِّرة للحوار السوداني في تعزيز التقارب بين الأطراف السودانية لإنجاح الفترة الانتقالية.

وأضاف أن اللقاء تطرق لعدد من التفاصيل المتعلقة بانطلاق الحوار المباشر بين الأطراف الوطنية السودانية.

وحثت في جميع الفاعلين السياسيين السودانيين على المشاركة في العملية لتحقيق مسار بقيادة مدنية نحو الديمقراطية في السودان. وقالت في تغريدة على الحساب الرسمي لمكتب الشؤون الأفريقية، بالخارجية الأميركية، أمس: «اجتمعت مع بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة (إيقاد)، وأكدت لهم دعم واشنطن لتيسير عملية سياسية يقودها السودانيون». وأضافت: «انضممت إلى السفير السعودي للالتقاء بآلية التفاوض العسكرية للحث على إحراز تقدم حقيقي نحو حكومة بقيادة مدنية».

وكان تحالف المعارضة السودانية، قوى «الحرية والتغيير» قد أعلن أول من أمس، رفضه المشاركة في الاجتماع الفني الذي دعت له الآلية الثلاثية المشتركة المقرر انعقاده اليوم (الأربعاء)، بالخرطوم، بمشاركة أطراف عسكرية. واشترط التحالف خلال لقاء مساعدة وزير الخارجية الأميركي، أول من أمس، إنهاء الإجراءات العسكرية التي اتخذها قادة الجيش في 25 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كما شدد على إبعاد الجيش من المشاركة السياسية خلال الفترة الانتقالية المقبلة. وأكدت في دعم الولايات المتحدة لتيسير عملية سياسية يقودها السودانيون. وأضافت: «أحث جميع الفاعلين السياسيين السودانيين على المشاركة في العملية لتحقيق مسار بقيادة مدنية نحو الديمقراطية في السودان». وبرر التحالف المعارض اعتذاره عن المشاركة في الحوار المباشر، بأن العملية السياسية التي تقودها الآلية الثلاثية لا تخاطب القضية الرئيسية بإلغاء إجراءات الجيش، بالإضافة إلى اتهامات يوجهها إلى المكون العسكري بمحاولة إغراق العملية السياسية بقوى سياسية موالية له وأخرى حليفة لنظام الرئيس المعزول عمر البشير».

وترى قوى «التغيير» أن قادة الجيش الذين يسيطرون على السلطة في البلاد، لم يلتزموا بشكل جدي بتنفيذ إجراءات تهيئة المناخ المواتية، واستمروا في ممارسة العنف والقمع المفرط ضد المتظاهرين السلميين على الرغم من إعلانهم إنهاء حالة الطوارئ المتعلقة بحرية التعبير في مرسوم أصدره قائد الجيش عبد الفتاح البرهان.

وتهدف زيارة المسؤولة الأميركية للبلاد إلى دفع الأطراف السودانية للمشاركة في المحادثات المباشرة، للتوصل لاتفاق أو تسوية سياسية تفضي لحل الأزمة السياسية.

من جهة أخرى رحّب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في بيان أول من أمس، بجهود الآلية الثلاثية المكونة من بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس) ومفوضية الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيقاد)، لتسهيل التوصل إلى حلّ للأزمة السياسية في السودان. وقال في بيان إن الأمم المتحدة تشجع أصحاب المصلحة في السودان على الانخراط والمشاركة بنيات حسنة في المحادثات المباشرة، كما دعا إلى المواصلة في تهيئة بيئة مواتية للحوار البنّاء لصالح الشعب السوداني. وأدان غوتيريش جميع الدعوات إلى العنف، مجدداً أهمية توفّر مناخ سلمي لإنجاح المحادثات، معرباً عن قلقه حيال محاولات تقويض جهود الآلية الثلاثية ومبعوثيها.

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة دعمه القوي لعمل بعثة «يونيتامس» التي تواصل دعم تطلعات السودانيين في الديمقراطية والسلام.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

البرهان يُلمح إلى خطوات لتهدئة التوتر في السودان

البرهان يؤكد أن الجيش السوداني لن يُسلِّم السُلْطة إلا عبْر الانتخابات أو التوافق السياسي