دبي تكشف عن "جيل المغادرة القادم" لإنجاز إجراءات السفر في ثوانِ

كشفت الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في دبي عن تطبيق مشروع جديد «جيل المغادرة القادم» أو ما يعرف بـ«التدقيق المسبق» في كافة منافذ الإمارة الجوية قبل نهاية العام الجاري، والذي سيمكن المسافرين من إنهاء إجراءات سفرهم في أقل من 10 ثوان، وهي الفترة التي سيحتاجها مأمور الجوازات لمطابقة هوية الشخص مع البيانات التي تم التدقيق عليها مسبقًا عبر نظام إلكتروني دقيق وغرفة عمليات مختصة.

وقال العميد طلال أحمد الشنقيطي، مساعد المدير العام لشؤون المنافذ الجوية في إقامة دبي "إن تطبيق مشروع «جيل المغادرة القادم» في جميع مطارات دبي جاء بعد النتائج الإيجابية التي حققها في الفترة التجريبية خلال العامين الماضيين في مبنى المسافرين 3 وتحديدًا للمغادرين، والتي انخفض فيها زمن إنهاء إجراءات المسافر من نصف دقيقة إلى أقل من 10 ثوان"، موضحًا أن فكرة المشروع تقوم على معالجة والتدقيق على 99% من بيانات المسافر بشكل مسبق وقبل وصول المسافر إلى منصة مأمور الجوازات الذي أصبح دوره مقتصرًا على مطابقة هوية حامل جواز السفر مع بيانات صاحبه دون الحاجة للتدقيق عليها كما كان معمولًا به في السابق والذي يستغرق وقتًا أطول.

سعادة المتعاملين
وأكد الشنقيطي، أن التطبيق التجريبي للمشروع حقق نتائج إيجابية مختلفة يأتي في مقدمتها ارتفاع نسبة سعادة المتعاملين إلى 95%، وذلك لدوره في تقليص زمن إنهاء إجراء المعاملة إلى أقل من 10 ثوانٍ، وتقليصه نقاط توقف المسافر من 6 نقاط كان يتوقف عندها سابقًا إلى نقطتين، كما انعكس تطبيقه إيجابًا في التقليل من نسبة التحديات في إجراء معاملات الدخول والخروج من خلال تبادل المعلومات مع الجهات المختلفة، وأثره الكبير في رفع الحس الأمني لدى الصفوف الأمامية من الموظفين الذين أصبحوا أكثر تفرغًا لمطابقة البيانات مع هوية المسافر وبالتالي تحقيق أعلى درجات الأمن والسلامة وكشف حالات التزوير أو انتحال الشخصية.

وأوضح الشنقيطي، أن تطبيق المشروع ساهم في رفع إنتاجية الموظف من 150 معاملة في اليوم الواحد إلى 400 معاملة يوميًا، مع تسجيله أعلى نسبة رضا لمأموري الجوازات في العالم التي بلغت 93% بعد أن كانت 79% قبل التطبيق التجريبي للمشروع الذي اختبر على مدار عامين.

صدارة عالميًا
وأبرز مساعد المدير العام لشؤون المنافذ الجوية في إقامة دبي، أن تطبيق المشروع في مطارات دبي سوف يقلص عدد منصات مأموري الجوازات، ولن تكون هناك حاجة لزيادتها في المستقبل لمواجهة ارتفاع عدد المسافرين، وذلك ما أثبته التشغيل التجريبي للمشروع في مبنى المسافرين رقم 3، والذي انخفضت فيه منصات مأموري الجوازات للمغادرين من 37 إلى 12 منصة مع المحافظة على الصدارة عالميًا في الوقت القياسي لإنهاء معاملة المسافر عند أقل من 10 ثوان.

وأشار الشنقيطي إلى أن إقامة دبي حريصة على تنفيذ توجيهات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في استخدام التقنيات لإسعاد المتعاملين والموظفين، وتحقيق أفضل النتائج عالميًا في تسهيل إجراءات السفر وتقليص مدة انتظار المسافرين وحصد أعلى مؤشرات الأمن والسلامة، لافتًا إلى أن الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في تعمل باستمرار على رصد التحديات وابتكار حلول مستدامة لها تعتمد الابتكار.

أفضل الممارسات
ولفت الشنقيطي إلى أن فكرة المشروع جاءت في إطار إيجاد حلول تلبي تطلعات المسافرين والموظفين وتحقق أعلى نسبة رضا لهم في ظل الإقبال المتزايد على مطارات دبي التي حصدت المركز الأول عالميًا في أعداد المسافرين خلال الأعوام الماضية، مشيرًا إلى أن الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في دبي أرسلت وفداً للاطلاع على أفضل الممارسات العالمية من خلال زيارة عدد من دول التي تمتلك الريادة في ذلك وأجرت مقارنات معيارية بين الأنظمة التي تستخدمها وعملت على تطوير النتائج التي حصلت عليها في ختام الزيارات والخروج بمشروع «جيل المغادرة القادم» الذي حصل على أعلى معايير الأمان والسلامة بعد تطبيقه التجريبي من قبل جهات عالمية مختلفة.

وشدد مساعد المدير العام لشؤون المنافذ الجوية في إقامة دبي على أن المشروع خلال الفترة التجريبية ساهم في رفع تنافسية الدولة في 10 مؤشرات عالمية حققت 8 مؤشرات منها الريادة العالمية، كما حصل خلال الفترة الماضية على ثلاث جوائز وهي جائزة الأفكار البريطانية العالمية وجائزة أفضل فكرة عربية مشتركة، وجائزة أفضل فكرة في وزارة الداخلية، وإضافة إلى ذلك حصل مشروع إقامة دبي على 13 مواصفة وشهادة لضمان جودته وعملياته واستدامتها، منها آيزو الاستدامة المؤسسية وآيزو البيئة والصحة المهنية ومواصفة الاستدامة في إدارة المشتريات وشهادة الاستدامة في المجال الاقتصادي، لافتًا إلى إقامة دبي تعمل بشكل متواصل في الحصول على براءة الاختراع في إدارة وآلية العمل الذي طورته في مختبراتها.

تحديات
ونوه الشنقيطي بأن إقامة دبي بقيادة اللواء محمد أحمد المري وفريق العمل تمكنت من التغلب على العديد من التحديات التي اعترضت تطبيق المشروع في البداية، حيث تمكنت استحداث غرفة عمليات مركزية تصدر قراراتها من سلطة مركزية تجمع كافة مباني مطارات دبي، وابتكار وتصميم نظام خاص يربط جميع الشركاء بالقرارات والإجراءات في جميع المنافذ الجوية، وابتكار نقطة موحدة يعمل بها الموظفون ذوو الخبرة العالية في اتخاذ القرارات الحساسة والصعبة قبل وصول المسافر، وتطبيق نظرية الاحتمالات لتحديد الأسماء الأكثر تطابقًا كأولوية للظهور عند المطابقة مما انعكس على تخفيض الملفات المشتبه بها.

وأضاف الشنقيطي أن المشروع الذي سيعمم العمل به في جميع منافذ دبي الجوية تم بالتعاون مع شركاء إستراتيجيين وهم طيران الإمارات ومطارات دبي وشرطة دبي ودناتا، الذين عملوا على تسهيل تطبيق المشروع على أرض الواقع وتقديم كافة التسهيلات والدعم له في مختلف المجالات.

بوابات ذكية
وبيّن العميد طلال أحمد الشنقيطي أن مشروع «جيل المغادر القادم» سيكون جزءً أساسيًا من البوابات الذكية التي دشنتها إقامة دبي في مطارات الإمارة، والتي أصبحت تقدم مفهومًا جديدًا وعصريًا لإنجاز إجراءات السفر مطبقًا فيه أفضل معايير الدقة والمهنية لتلافي منع حدوث أخطاء، مشيرًا إلى أن التسجيل في البوابات الذكية يقدم كخدمة مجانية للمسافرين لتشجيعهم على استخدام هذه الخدمة، كما أنه يتم تسجيل المسافرين لاستخدام البوابات عند مرورهم على مأموري الجوزات.

ويذكر أن مطار دبي حل في المرتبة الأولى عالميًا كأكثر مطارات العالم إشغالًا من حيث المسافرين الدوليين لـ2017 وللعام الرابع مع استخدامه من قبل 88,2 مليون مسافر.