شارع الحمام في مدينة السلط في الاردن

ينبض شارع الحمام في مدينة السلط في الاردن بالحيوية لوجود جميع متطلبات الحياة كما يصفها اصحاب المحال التجارية حيث تعجع الحركة في الشارع بين التجار وحركة الشراء والبضائع المتنوعة، وسمي شارع الحمام بهذا الاسم نسبة الى حمام تركي كان موجوداً في السوق نفسه وقد ظل هذا الحمام في وقت متأخر حتى الثلاثينيات، وكان السوق يمتد من ساحة العين الى كراج خشمان مع وجود بوابة رئيسية تغلق عند المساء وتفتح مع بزوغ الفجر وتم إنشاؤه نهاية القرن التاسع وهو اليوم جزء من مسار السلط التراثي.

ويتميز الشارع بوجود المحلات التجارية في الطوابق الأرضية والشقق السكنية في الطوابق العليا ويعكس الطراز المعماري للأبنية في الفترة الزمنية التي أسس فيها الشارع والتي تعود الى "1881-1918" أما النظام الإنشائي في تلك الفترة فيقوم على العقود والقناطر والجدران السميكة والشبابيك ذات الأقواس الحدبة والمدببة وقد أنشئت الأبنية من الحجر الأصفر المتميز في مدينة السلط.

وتبدأ حكاية المكان الموروث عن الأجداد منذ ما يزيد عن قرن من الزمن، من عائلات احترفت المهن المتنوعة كالنجارة والحدادة ومستلزمات الخيول والمهن الأخرى، ويحكى أن الحجر الأصفر قصة المكان بشكله المتميز ولونه الكهرماني الجميل الذي تنفرد به عمارة السلط التي تجمع بين الطراز المعماري النابلسي وحجر السلط ذو اللون الأصفر، يبلغ طول الشارع 330 متراً ويتراوح عرضه ما بين 4-8 متر وهو مخصص للمشاة فقط، حيث تنشط الحركة في ساعات الصباح الباكر وتمتد الى وقت متأخر من الغروب "يقسم الشارع الى قسمين، علوي وسفلي، القسم العلوي كان يستعمل لبيع الخضار والفواكه أما القسم السفلي فكان يستغل لبيع الخيول والمواشي ويرتبط هذا الشارع بذكريات ساحة العين بنشاطاته وفعالياته وموقعه في وسط ومركز مدينة السلط، وهو معلم بارز ومظهر رئيسي من مظاهر مدينة السلط التاريخية ويشهد على ازدهار تجاري كبير.

ويحتضن الشارع في الوقت الحالي طيفا من المهن والحرف التي تغطي قسما كبيرا من احتياجات رواد الشارع، تبدأ من درج الإسكافية من مستلزمات الخيل وبيع وتصليح الأحذية والأجهزة المنزلية والحرف التقليدية وتصنيع الفراش العربي القديم والعطور المصنعة يدويًا مرورًا بالعطارة والألبان والأجبان وتصليح البوابير وبيع الألبسة والخياطة والبقالة، اضافة الى محلات الخضار والفواكه وأفران الغاز بمختلف أنواعه فضلا عن محلات الحلويات الشعبية القديمة المصنعة يدويا ذات الطعم المميز والمنتشرة في شارع الحمام بالإضافة الى المحلات الأخرى وعلى ضفاف شارع الحمام يحتضن الشارع الجامع الصغير ذو المبنى التراثي وكنيسة دير اللاتين المبنية على الطراز الايطالي