حفلاً واحدًا صاخبًا يعدُّ سببًا كافيًا لإحداث ضرر سمعي لا يمكن إصلاحه

أكّد علماء أميركيون أنَّ حفلاً واحدًا صاخبًا يعدُّ سببًا كافيًا لإحداث ضرر سمعي لا يمكن إصلاحه، حتى وإن كان ضوضاء في الخلفية، التي تظهر في المطاعم، وأثناء مشاهدة الألعاب الرياضية. وأوضح مختصّا الأعصاب في كلية الطب جامعة "هارفارد"، ومستوصف ماساشوستس للعين والأذن، تشارلز ليبرمان، وشارون كيجاوا، أنَّ "ليلة واحدة فقط في ملهى ليلي يمكن أن تسبب ضررًا دائمًا في الألياف العصبية التي ترسل إشارات كهربائية إلى الدماغ، وتجعل الإنسان قادرًا على السمع".
واكتشف العلماء ذلك عبر دراسة تأثير الأصوات العالية على الفئران، كابياء خنزيرية، وشنشيلة، لأنهم يعتقدون أن الشيء ذاته يمكن أن يحدث للبشر، ووجدوا أنَّ "التعرض للضوضاء، مرّة واحدة، يمكن أن يتسبب في تلف الألياف العصبيّة".
وأضاف الدكتور ليبرمان أنَّه "في كل مرّة يتعرض الشخص لضوضاء صاخبة تذبل بعض الألياف العصبية، وإذا كان هذا يحدث لمرات قليلة، سوف يكون ذو تأثير ضئيل على السمع، ولكن مع مرور الوقت يصبح التأثير أكثر شدّة".
ويدرس الدكتور ليبرمان والدكتور كيجاوا عيّنات من عظام الأذن، عند مجموعة من الناس، من سن الرضاعة إلى كبار السن، ووجدوا أنَّ المسنين لديهم فقدان في بعض الخلايا العصبية.
وأشار الدكتور ليبرمان والدكتور كيجاوا إلى أنّه "يتم الآن بحث سبل استعادة الألياف العصبية التالفة، عبر تحديد ما إذا كان حقن البروتين يمكنه تحسين السمع، عن طريق تحفيز الألياف التي ذبلت، وتساعد في نمو نقاط اشتباك عصبي جديدة"، معتقدين أنَّ "هذه النتائج قد تؤدي في النهاية إلى تغييرات في محاولة حماية السمع عند الناس".
يذكر أنّه، حتى وقت قريب، أجرى العلماء البحوث على الحيوانات فقط، وبدأ الباحثون في مركز "والتر ريد" الوطني العسكري الطبي، أخيرًا، في دراسة أضرار السمع لدى المحاربين القدامى في حرب العراق.