في دراسة جديدة، أكد باحثون أن ممارسة التمارين الرياضية أكثر قليلاً من نصف ساعة يوميًا، يمكن أن يقلل من خطر ارتفاع ضغط الدم بنسبة النصف تقريبًا. وأوضح الباحثون أن القيام بالتمرينات 4 ساعات فقط في الأسبوع من النشاط البدني، أثناء وقت الفراغ يمكن أن يصنع فرقًا بين ضغط دم صحي والحاجة إلى تناول العقاقير مدى الحياة. وتشير النتائج الجديدة التي توصلت إليها جمعية القلب الأميركية "AHA"، إلى أنه كلما حصل الشخص على نشاط بدني ترفيهي أكثر، كلما كان الشخص محميًا من الإصابة بارتفاع ضغط الدم. وجمع الباحثون النتائج من 13 دراسة عن آثار النشاط البدني على ضغط الدم في تقرير في مجلة "Hypertension".
وضمت الدراسات 136,846 ألف شخص في الولايات المتحدة وأوربا و شرق آسيا، الذين كانوا في البداية لديهم ضغط الدم سليم. وفي وقت لاحق أصبح لدى أكثر من 15.600 ألف شخص ارتفاع ضغط الدم خلال فترات متابعة تراوحت ما بين عامين إلى 45 عامًا. وتوصلت الدراسة إلى أن الأشخاص الين يقومون بالتمرين أكثر من 4 ساعات أسبوعيًا في أوقات فراغهم، يكونوا أقل عرضة بنسبة 19 % من الإصابة بارتفاع ضغط الدم، من أولئك الذين يمارسون الرياضة أقل من ساعة واحدة في الأسبوع،  والأشخاص الذين يمارسون الرياضة ما بين 1-3 ساعة في الأسبوع، تنخفض لديهم نسبة الإصابة بمقدرا  11% عن أولئك الذين يمارسون الرياضة أقل من ساعة أسبوعيًا.
ويقدر أن قرابة 16 مليون شخص في بريطانيا يعانون من ارتفاع ضغط الدم، بما في ذلك نسبة الثلث الذين لا يعرفون أن لديهم ارتفاع ضغط الدم. ويعد ارتفاع ضغط الدم عامل خطر رئيسي لأمراض القلب والسكتة الدماغية والفشل الكلوي، وكل يوم هناك 350 سكتة دماغية أو أزمة قلبية يمكن الوقاية منها في بريطانيا نظرًا لارتفاع ضغط الدم. وتتجاوز قراءة ارتفاع ضغط الدم 140/90 مليمتر زئبقي. وأول أشكال ارتفاع ضغط الدم وهو الضغط الانقباضي، والذي يتوافق مع الاتجاه الذي يحدث مع كل نبضة قلب، وعادة لم يكن هناك أعراض، لذلك لا يتم اكتشافها أو معالجتها لدى كثير من الناس.

وفي البلدان المتقدمة مثل بريطانيا، فإن خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وصل الآن إلى نسبة 90 %، ويتعاطي حوالي 6 ملايين بريطاني العقاقير من أجل السيطرة علي هذا المرض. وينصح بشكل روتيني الأشخاص المصابين بهذا المرض، أن يغيروا نمط حياتهم وتناول كميات أقل من الملح، وفقدان الوزن، والتقليل من شرب الكحول، وتناول المزيد من الفاكهة والخضروات، وممارسة المزيد من التمارين الرياضية.
وتظهر آخر الأبحاث، أن هناك فوائد في الوقاية من ارتفاع ضغط الدم أكبر بكثير مما كان متوقعًا. ويشير العضو المشارك في الدراسة والأستاذ بجامعة شاندونغ للصحة العامة في جينان، الصين، الدكتور بو زي إلى أن "ارتفاع ضغط الدم هو أحد عوامل الخطر لأمراض القلب والشرايين والكلى، وبالتالي، فإنه من المهم منع ومكافحة ارتفاع ضغط الدم. وفي محاولة للتقليل من خطر ارتفاع ضغط الدم، يجب علي الشخص ممارسة التمارين الرياضية بشكل أكثر في وقت الفراغ".
ولم يجد الباحثون أي صلة قوية بين القيام بمجهود بدني في العمل ومخاطر ارتفاع ضغط الدم. ويؤكد الدكتور بو زي أن الإرشادات التوجيهية للصحة توصي بأن ممارسة التمارين بشكل أكثر لا يميز بين النشاط في العمل وأوقات الفراغ، و لكن نتائج الدراسة الجديدة تشير إلى أنه قد يكون هناك علاقة. وكذلك النشاط البدني في العمل، مثل الزراعة أو العمل الصناعي، يمكن أن ينطوي على مجهود مثل رفع الأشياء الثقيلة، والوقوف لفترات طويلة والقيام بالمهام المتكررة.
وأكد الباحثون أن ممارسة الرياضة الترفيهية قد تؤثر على عدة عوامل أخرى مرتبطة بارتفاع ضغط الدم، مثل مساعدة الناس في الحفاظ على عدم اكتساب مزيد من الوزن، وتحسين الحساسية الضعيفة للأنسولين أو الحد من مقاومة الأوعية الدموية لتدفق الدم.

وحذر الدكتور بو زي قائلاً، مع ذلك، فإن النتائج لا تثبت أن ممارسة التمارين الرياضية يمكن أن تمنع ارتفاع ضغط الدم لأن الناس الذين يمارسون الرياضة من أجل الرفاهية قد تكون أنماط حياتهم أكثر صحية.
وفي بريطانيا، ينصح الناس القيام بـ 150 دقيقة من النشاط الرياضي المعتدل مثل التشجير أو الرقص أو المشي السريع، أو 75 دقيقة من التمارين الرياضية القاسية بما في ذلك ممارسة الرياضة والجري أو التمارين الرياضية كل أسبوع، ويفشل ثلاثة من أصل أربعة بريطانيين في تحقيق ذلك.