الرجال الذين يتعاطون المُخدِّرات أكثر عرضة لمشاكل في الخصوبة

أكدت دراسة علمية حديثة، أن الرجال الذين يدخّنون أو يتعاطون المُخدِّرات أكثر عرضة للمعاناة من مشاكل في الخصوبة ونقص عدد الحيوانات المنوية، وأن زوجاتهم المدخّنات أكثر عرضة لإنجاب الذكور.وأوضحت الدراسة، التي نُشرت، الثلاثاء، في الاجتماع السنوي لـ"الجمعية الأوروبية للتناسل البشري وعلم الأجنة" (ESHRE) في لندن، أن التعرض لعوامل عدّة قبل الميلاد، وفي وقت مبكر من الحياة ، قد يؤدي أيضًا إلى انخفاض جودة السائل المنوي في سن البلوغ، وأن بطء نمو الجنين يأتي لسبب تعرض الأم للتدخين، وبطء النمو في مرحلة الطفولة كان مرتبطًا مع انخفاض إنتاج الحيوانات المنوية.
 واستندت الدراسة، على بيانات مجموعة "حمل أستراليا الغربية" (رين)، التي بدأت في العام 1989 بالتحاق 2900 سيدة حامل، وكان هناك تقييم منتظم لأطفالهن قبل وبعد الولادة، حيث وجدت أنه في سن الـ 20 إلى 22 شارك أبناؤهم في اختبارات تقييم الخصية، والتي تضمنت قياس حجم الخصية، وتحليل نوعية السائل المنوي، وتحليل وإنتاج الهرمون،وأظهرت النتائج أن حوالي واحد من كل ستة من الرجال الذين خضعوا لاختبار الحيوانات المنوية جاؤوا في مرتبة تحت "الطبيعي"، والتي تم إعلانها أخيرًا من قِبل منظمة الصحة العالمية (WHO)، وأكثر من ربعهم لم تستوفِ حيواناتهم المنوية معايير منظمة الصحة العالمية المقبولة، عندما تمت مقارنة النتائج مع تقديرات نمو الجنين في وقت سابق، كونه كان صغيرًا باستمرار في الرحم، كان ذلك مرتبطًا بوجود فرصة أكبر بكثير لوجود انخفاض في عدد الحيوانات المنوية، وكان تدخين الأم مرتبطًا أيضًا بإنتاج حيوانات منوية أقل.
وقال أستاذ الطب التناسلي في جامعة غرب أستراليا روجر هارت، "إن ضعف نمو الجنين، وتعرض الأمهات الحوامل للتدخين، وأنماط النمو الضئيلة في مرحلة الطفولة، وزيادة ترسب الدهون في سن المراهقة، والتدخين وتعاطي المخدرات في سن البلوغ، قد يؤدي في نهاية المطاف إلى انخفاض إنتاج الحيوانات المنوية، وأن الرسالة الرئيسة من الدراسة هو أن تصل إلى مرحلة البلوغ ووظائف الخصية لديك في أفضل حال، ولا ينبغي أن يتعرض الرجل لتدخين أمه، ويجب أن يكون نموّ الجنين جيدًا، كما يجب في مرحلة الطفولة وخلال فترة المراهقة، ويجب أن يكون النمو بشكل مناسب، حتى لا يوجد نقص أو زيادة في الوزن، وكشخص بالغ يجب ألا يدخن أو يتعاطى المخدرات".
وأضاف البروفيسور هارت، "إن الخطورة التي تشكلها اضطرابات الغُدد الصماء البيئية لا تزال غير واضحة، ولكن بعض الباحثين لا يعزو التراجع الملحوظ في عدد الحيوانات المنوية لهذه المواد الكيميائية في البيئة، وليس لدينا أيّ أدلة تشير إلى مثل هذا الارتباط في دراستنا، ولكننا نعتزم قياس تعرُّض غدد الصماء لدى الجنين للمواد الكيميائية المعطلة من دم الأم التي تم تخزينه في العام 1990، من قبل المتخصصين في دراسة الميلاد، وربط هذا التعرّض للمواد الكيميائية بالسائل المنوي للرجال في 2012-3 ".
واكتشفت دراسات سابقة، أجريت خلال الـ20 عامًا الأخيرة، أن نوعية السائل المنوي في تراجع، وهو ما ينعكس بكل وضوح في نقصان عدد الحيوانات المنوية، وتم إلقاء اللوم في ذلك على عوامل بيئية مثل التعرض للسموم والرجال المدخنين.