انتشار مرض السكري في مصر

حذّر أطباء مصريون من خطورة انتشار مرض السكري بعد أن احتلت مصر المركز التاسع عالمياً وفقاً لإحصائيات منظمة الصحة العالمية حيث ارتفع أعداد المرضى في مصر من 7,3 مليون مريض بالسكر عام 2011، إلى 7,5 مليون عام 2012،  بما يعني أن العدد زاد قرابة 200 ألف مريض, واستطلع "العرب اليوم" آراء الأطباء المتخصصين لمعرفة أسبابه وطرق علاجه، وتحذيراتهم من خطورته في حالة إهماله. وقال أستاذ الباطنة والغدد الصماء الدكتور محمد الباسل إن من أسباب ارتفاع نسب الإصابة بالسكري بين المصريين هو عدم انتظام المصريين في تناول وجبات الطعام في أوقات محددة بالإضافة إلى اعتماد الكثير على مطاعم الوجبات السريعة والتي تحتوي وجباتها على سعرات حرارية عالية ودهون مشبعة، ولأن هذه المطاعم تستهدف في الأساس صغار السن والشباب فسنجد أن المرض الآن أصبح أكثر انتشارا في هذه الفئة العمرية".وأضاف الباسل ، في حديثه إلى "العرب اليوم" أن عدم ممارسة الرياضة بانتظام وبشكل يومي، ترتب عليه إصابة الكثير بأمراض ارتفاع ضغط الدم والسمنة وأمراض الشرايين والتي ترتبط أيضاً بالإصابة بمرض السكر.وأشار إلى أن نمط الحياة السريعة والضغوط العصبية التي يعاني منها أغلب المصريين ساعد على انتشاره بصورة كبيرة.ونصح الباسل بضرورة ممارسة رياضة المشي من 20-25 دقيقة يومياً لأن المشي يساعد على احتراق نسبة كبيرة من الدهون والابتعاد عن التدخين واتباع النظام الغذائي وأخذ الجرعات الدوائية في موعدها للتعايش مع هذا المرض.وأكد الاستشاري في المعهد القومي المصري للسكري والغدد الصماء الدكتور علي حسن أن أبرز أسباب المرض وراثية، حيث تنتج عبر خلل مناعي يؤدي إلى تكوين أجسام مضادة تقوم بمهاجمة البنكرياس وهو العضو المسؤول عن إفراز الأنسولين في الجسم.وأَضاف أن الأطفال لديهم استعداد وراثي للإصابة، مشيراً إلى أن ما يقرب من 20 في المائة من الأطفال يتم اكتشاف المرض لديهم عند حدوث غيبوبة.
وأوضح أن مضاعفات السكري تحدث نتيجة الهبوط والصعود المفاجئ في نسبة السكر في الدم، مشيراً إلى أن المضاعفات تؤثر على شبكة العين والكلى وارتفاع نسبة الكوليسترول والدهون في الدم والتأثير على القلب.وتابع حديثه قائلاً إن "دور الأنسولين في العلاج يقوم بحرق الكربوهيدرات في الدم مما يجعل لزاماً على مريض السكر تناول الأنسولين قبل تناول الطعام بنصف ساعة".وحذر حسن من اعتماد الصغار في غذائهم على الوجبات السريعة الجاهزة؛ لأنها من أخطر ما يكون، فهي تؤدي بهم إلى سمنة مبكرة، وبخاصة مع قلة حركة الأطفال واعتمادهم على مزاولة أنشطتهم جميعها دون حركة، وهو ما جعل مرض السكر يتمكن من الأطفال؛ لما تحتويه تلك الأطعمة على مكسبات طعم ودهون.فيما أكدت رئيس برنامج الاكتشاف المبكر لمرض لسكر في وزارة الصحة والسكان المصرية الدكتورة علا خير الله في تصريحات صحافية الاثنين أن 63% من الوفيات على مستوى العالم تقع بسبب الإصابة بالأمراض غير المعدية، على رأسها القلب والسكر وأمراض الجهاز التنفسي المزمن والسرطان، ترتفع إلى 82% في مصر.وأضافت أنه تم إجراء مسح على 117 ألف حالة من المترددين على عيادات علاج مرض السكر في مستشفيات وزارة الصحة، بنهاية عام 2012، والذي كشف أن 71% من تلك الحالات مصابون فعلياً بمرض السكر، و16% تم اكتشاف إصابتهم حديثاً دون أن يكون لديهم علم بإصابتهم بالمرض، بينما يعد 13% من تلك الحالات معرضون للإصابة به.وأشارت إلى أن وزارة الصحة أنشأت بموجب برنامج الاكتشاف المبكر لمرض لسكر، 45 عيادة مخصصة لعلاج المرض في 15 محافظة، في حين يحصل نسبة كبيرة من المصابين بالمرض على علاجهم وفقا لنظام العلاج على نفقة الدولة.