الأطفال يرثون صفات من الدماغ من آبائهم القلقين

توصلت دراسة حديثة إلى أن الأطفال يرثون صفات من الدماغ من آبائهم القلقين مما يجعلهم عرضة للحالة النفسية ذاتها، حيث لاحظ علماء النفس منذ فترة طويلة أنماط القلق في الأسر، ولكن معظم الأبحاث تشير إلى أن التشابه يرجع إلى "التنشئة" أكثر من الطبيعة "الجينية"؛ لكن فحصًا جديدًا لهياكل الدماغ في عائلات القرود المتلهفة ، التي أجرتها جامعة ويسكونسن ، حدد دائرة دماغية وراثية واحدة على الأقل تلعب دورًا مهمًا في تطور القلق.

ووجد العلماء أن الوالدين القلقين وأطفالهم يتشاركون في الوصلات المتوارثة وغير المألوفة بين أجزاء من أدمغتهم التي تولد استجابة للخوف ويمكن أن ترشدهم لعمر من القلق.

وعلى مدى سنوات الأبحاث التي أجريت على الصغار، لا يزال هناك الكثير مما لا نفهمه حول من اين تظهر اضطرابات الصحة العقلية بشكل عام - والقلق بخاصة، وما اتضح بشكل متزايد عن الصحة العقلية هو أن معظمها يتطور من خلال التقاء العوامل الجينية والبيئية.

وأشار العلماء إلى أن أحد عوامل الخطر الراسخة هو بـ "المزاج القلق" في مرحلة الطفولة المبكرة. حيث يميل هؤلاء الأطفال لأن يكونوا خجولين بشكل خادع ، ويختبروا الخوفً والغثيانً  في يوم المدرسة ، ويذهب نصفهم تقريبًا إلى تطوير القلق والاضطرابات الاكتئابية في وقت لاحق من الحياة ، كما يشرح الدكتور أندرو فوكس ، المؤلف المشارك الأول للدراسة الجديدة.

وقرر الدكتور فوكس ، من جامعة كاليفورنيا ، ديفيس ، ومعاونيه في جامعة ويسكونسن البحث عن هياكل الدماغ التي قد تميز بين قرود الريسوس الصغار التى لديها هذا المزاج عن الآخرين.

ووجد العلماء في أبحاث سابقة، أن القرود التى لديها مستويات عالية من القلق أظهروا أيضًا علامات نشاط إضافي في جزء من الدماغ يدعى اللوزة المخية الموسعة. وقد تورط هذا الجزء من الدماغ في جميع أنواع اضطرابات الصحة العقلية ، بما في ذلك اضطراب ما بعد الصدمة ، والقلق ، والاكتئاب والإدمان.

ويوضح الدكتور فوكس قائلًا "تحاول منطقتا فرعيّتان بشكلٍ مستمرّ التفاعل والتناغم بين جميع المعلومات العاطفية التي تأتي إلينا مع العمليات الفيزيولوجية للجسم واللازمة للاستجابة لتلك المشاعر".

وخلال قيام بالتصوير الطبقى لأدمغة القرود الشابة ، رأى هو فوكس وفريقه أن القرود القلقة كان لديها نفس النوع من الترابط المفرط بين تلك المناطق من أدمغتهم التي لدى آبائهم،و يقول الدكتور فوكس "إن اضطرابات القلق تميل إلى أن تكون وراثية جزئيًا ، ويقدر فوكس وفريقه أن الخجل والقلق لدى من القرود الرضيعة كانت نسبتة حوالي 30 في المائة وراثة من والديهم.