سرطان الخصية

كشفت دراسة حديثة أن العقم عند الرجال يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الخصية في وقت لاحق من الحياة، إذ تؤثر جودة الحيوانات المنوية على واحد من بين كل 10 رجال والتي قد تؤدي إلى العقم، وتزيد خطر الإصابة بسرطان الخصية لهؤلاء الرجال، وهو المرض الخبيث الأكثر شيوعًا بين الذكور، وحتى وإن لم تتطور مشاكل الخصوبة لتصبح سرطانًا، فقد يؤدي ضعف الحيوانات المنوية إلى الموت المبكر.

وعادةً ما يذهب الأزواج الذين يعانون من تأخر الإنجاب، إلى عيادات الخصوبة لتلقي العلاج، ويتم التركيز على تحديد ما إذا كان يحتاج الزوجان إلى وسائل مساعدة للإنجاب أم لا، وإذا كان الأمر كذلك، فهناك أساليب مختلفة مثل "عملية الإخصاب في المختبر "أطفال الأنابيب" (IVF)، أو التلقيح داخل الرحم " IUI"، أو الحقن المجهري للقيام بذلك، وفي معظم الحالات، تؤدي هذه العلاجات إلى الحمل والولادة، لذا يبدو أن المشكلة تحل، ولكن إذا أظهرت التحاليل أعراض متأخرة لمرض العقم فإن عيادات الخصوبة لن تقبل الحالة.
 
لذلك يحذر الباحثون في المقابل من تأخر الرجل في استشارة الطبيب، ما قد يصعب على هذه العيادات وصف علاج فعال للعقم، وكشفت الدراسة أنه من السهل الكشف عن سرطان الخصية للرجال الذين يعانون من مشاكل في الخصوبة، حيث يمكن الكشف عنه من خلال الموجات فوق الصوتية، لذا ينصح الخبراء بالكشف المبكر عن المرض حتى يمكن الوقاية من أخطر الأورام التي تهدد الحياة، بالإضافة إلى أنه إذا تم الكشف عنه في وقت مبكر يمكن علاج 95% من الحالات.
 
ولكن، لسوء الحظ، نادرًا ما يتم إجراء عمليات مسح بالموجات فوق الصوتية للخصية في عيادات الخصوبة، حيث أن التركيز يكون على أعداد الحيوانات المنوية وطريقة المساعدة على الإنجاب، إذ يمكن للموجات فوق الصوتية الكشف عن معظم حالات سرطان الخصية، وسرطان الخصية لا يعتبر التهديد الوحيد لصحة الرجال المصابون بالعقم، فهم معرضون لمشاكل صحية خطيرة، مثل متلازمة التمثيل الغذائي (ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة السكر في الدم والسمنة)، وداء السكري من النوع 2 وفقدان كتلة العظام هي أيضًا أكثر شيوعًا بين الرجال العقم، وكل تلك المشاكل يمكن حلها، ولكن إذا تركت دون علاج غالبًا ما تؤدي إلى الوفاة المبكر.
 
وقامت الدراسة التي أجريت في جامعة لوند في مالمو في السويد، والتي أجريت مع مجموعات بحثية أخرى، بعدد من الأبحاث التي ركزت على الصلة بين مشاكل الخصوبة لدى الذكور والأمراض المصاحبة لها، لكنها لم تتمكن من تفسير الأسباب، ولكن ترجح نقص هرمون تستوستيرون هو العامل الأساسي لذلك.
 
ووجد فريق البحث أن 30 في المائة من الرجال الذين يعانون من ضعف نوعية السائل المنوي لديهم انخفاض في مستويات هرمون تستوستيرون، بالإضافة إلى أن الرجال الذين يفتقرون تمامًا للهرمون لديهم علامات مبكرة للإصابة بمرض السكري وفقدان العظام.
 
وقال ألكسندر جويركمان، أحد المشرفين على الدراسة وأستاذ الطب الإنجابي، في جامعة لوند وإيفون لوندبيرغ جويركمان، أستاذ مشارك في جراحة المسالك البولية التجريبية، جامعة لوند: "اعتمدنا في تلك الدراسة على عينة تتكون من 4000 رجل دون سن الـ 50، والذين قاسوا مستويات هرمون تستوستيرون قبل 25،  ووجدنا أن خطر الموت في سن مبكرة تضاعف بين أولئك الذين يعانون من مستويات هرمون تستوستيرون منخفضة مقارنة مع الرجال الذين لديهم مستويات طبيعية من هذا الهرمون" .
 
وأضاف ألكسندر:" على الرغم من أن علاج التستوستيرون قد لا يكون أفضل من التدبير الوقائي، فإن تلك النتائج تجعل من الممكن تحديد الرجال المعرضين لخطر كبير، بحيث يمكن أن ننصحهم بتغييرات في نمط الحياة، مثل فقدان الوزن أو الإقلاع عن التدخين، تغييرات نمط الحياة التي من شأنها أن تساعد على الحد من مخاطر وتطوير مرض السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب والأوعية الدموية وهشاشة العظام".
 
وأشار الباحث، إلى "أن هناك نسبة عالية نسبيًا من الرجال على اتصال مع طبيبهم حول مشاكل العقم، لأنها تمثل مخاطر لبعض الأمراض الأكثر شيوعًا التي تحدث في وقت لاحق من الحياة، وربما حان الوقت لتغيير الإجراءات الروتينية لإدارتها".