الأمير تشارلز

أطلق مجلس الموضة البريطاني في عام 2012 أول أسبوع موضة للرجال بحضور الأمير تشارلز، وكان قطاع الأزياء الرجالي حينها منتعشاً ويُبشر بالخير. فقد بدأ الرجل الشاب يهتم بالموضة اهتمام المرأة بها؛ الأمر الذي أدى إلى تنامي هذا القطاع بشكل متسارع. وهكذا بعد أن كان نصيب الرجل من الاهتمام يقتصر على يوم واحد في ذيل أسبوع الموضة النسائية، قرر المجلس أن يُخصص له ثلاثة أيام بالتمام والكمال. نجحت المبادرة وفتحت شهية عواصم أخرى أن تحذو حذو لندن. في عام 2015 أطلقت نيويورك أول أسبوع رجالي خاص.

لكن الأمور لم تسر كما كان متوقعاً. فجائحة كورونا لم تكن في الحسبان، ولا يخفى على أحد تأثيراتها القاتلة على قطاع الموضة ككل. فهو الآن يتخبط بحثاً عن حلول تُنقذ ما يمكن إنقاذه، بما في ذلك ماء الوجه. وكما كان مجلس الموضة البريطاني أول من انتبه إلى أهمية قطاع الأزياء الرجالية، كان أول من رفع راية الهزيمة مؤخراً بإعلانه إلغاء أسبوع لندن الرجالي في شهر يناير (كانون الثاني)2021 بسبب جائحة «كوفيد – 19» أولاً و«بريكست» ثانياً. في هذا الصدد صرحت الرئيسة التنفيذية لمجلس الأزياء البريطاني كارولاين راش، بأن هذه الخطوة كانت مهمة للتقليص من عدد العروض وما تتطلبه من سفر، لا سيما أن صناعة الأزياء تتجه بشكل جدي وعملي نحو مستقبل أكثر استدامة ومسؤولية.

وأشار المجلس إلى أنه عوض أربع فعاليات في العام، اثنتان مخصصتان للأزياء الرجالية في يناير ويونيو (حزيران)، واثنتان للأزياء النسائية، في فبراير (شباط) وسبتمبر (أيلول)، ستكتفي العاصمة البريطانية هذا العام بثلاثة أسابيع فقط في العام المقبل، على أن يعاد النظر في الأمر بعد ذلك. على هذا الأساس، سيمتد أول أسبوع لندن لعام 2021 من الجمعة 19 فبراير إلى الثلاثاء 23 منه، بمشاركة مصممي الملابس الرجالية.

وأضاف المجلس أيضاً، أنه بعد دراسة مطولة للوضع، قرر أن يتسم أسبوع الموضة بالحياد اعتباراً من يونيو. والمقصود هنا أن تُدمج المجموعات الرجالية والنسائية مع بعض للتقليص من الجهود والتكاليف. ورغم أن بيوت أزياء كثيرة بادرت باتخاذ قرارات مماثلة بداية هذا العام مثل «غوتشي»، مُبررة الأمر بأن جائحة كورونا كانت فرصة لإعادة التفكير في طريقة العروض وعددها المبالغ فيه، ومن ثم ترتيب الأوراق، فإن قراراً بإلغاء أسبوع بكامله يؤكد تغير الأحوال وأن الآمال الكبيرة التي كانت معقودة على الرجل بدأت تضعف في ظل «المناخ الحالي الناجم عن الجائحة، واستناداً إلى التحديات المتعلقة بحركة البضائع والعيّنات والأشخاص في السوق الموحدة والاتحاد الجمركي بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بحسب البيان البريطاني، الذي أشار أيضاً إلى أنه كان نتيجة استطلاعات ونقاشات عدة مع صناع الموضة ومع مصممين.

وكان مهماً، بحسب البيان «تطويق الأزمة» الخانقة التي يعاني منها قطاع الموضة والتي كانت وراء إنشاء مجلس الأزياء البريطاني صندوق طوارئ بقيمة مليون جنيه إسترليني (1.09 مليون يورو) لمساعدة المصممين والعاملين في هذا المجال، وهم كُثر إذا أخذنا بعين الاعتبار أن صناعة الموضة البريطانية تُوظف أكثر من 890 ألف شخص وتُساهم بمبلغ 35 مليار جنيه إسترليني (39 مليار يورو) في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة المتحدة حسب دراسة تعود إلى عام 2019.

قد يهمك ايضا

آخر صيحات الموضة للرجال 2020.. السبعينيات تعود من جديد

تعرف على أفضل 10 علامات تجارية عالمية للأزياء الرجالية