احدى الافلام التى تنتمى الى شركات الإنتاج التجارية

القاهرة – محمد الدوي أكّد الفنان فريد عبد الحميد أنَّ السينما المصرية تمر بمنعطف خطير، في إشارة منه إلى مرحلة التحولات الكبيرة التي تمر بها البلاد، والفن في القلب منها. واعتبر عبد الحميد أنَّ "الحل الوحيد لإنقاذ هذا الفن، الذي ظلت مصر رائدة له على المستويين الإقليمي والعربي لفترات طويلة، يكمن في عودة السينما المستقلة مرة أخرى"، مشيرًا إلى أنَّ "السينما المستقلة هي السينما التي لا تنتمي لشركات الإنتاج الكبرى، أو الشركات التجارية، ولكنها تخضع لمقاييس المهرجانات، أي أنها تقدم ما تريد أن تقدم بالشكل المناسب لها، دون النظر للربح، أو تقديم ما يرغب فيه الجمهور، حيث تقدم وجهة نظر صانعيها، وليست وجهة نظر المجتمع".
وأوضح أنَّ "السينما المستقلة ليست وليدة اليوم أو أمس، ولكنها موجودة منذ عام 1900، حين كانت شركة أديسون ترست تسيطر على مقاليد صناعة السينما، فظهرت مجموعة شركات صغيرة في التجمع، ورحلت من نيويورك إلى هوليود في كاليفورنيا، لجوها الرائع، وبدأوا بتقديم المجموعة الأولى من الأفلام المستقلة، لا تسعى للربح، بقدر ما كانت تسعى لتقديم وجهة نظرها في كل شيء".
وأشار إلى أنَّه "في عام 1910 قدم المخرج ويجريفت فيلمه الأول، وهو In Old California، وهو يتعرض لكاليفورنيا حين كانت تابعة للمكسيك، عام 1800، ومن هذا التاريخ بدأت السينما المستقلة في الانتشار لا الربح".
وكشف عن أنَّ "مشاكل السينما المستقلة كثيرة، فمن المعروف أنَّ السينما تعتمد على أضلاع ثلاثة لا رابع لها، وهي فن جيد، وصناعة وتجارة في الوقت نفسه"، لافتًا إلى أنَّ "كل منتج لنوعية الأفلام المستقلة يبحث عن طريقة ليرد بها ما تم صرفه بشكل أو بأخر، حتى يستمر، فعدم عودة أمواله، ولو كانت ضئيلة، لن تجعله يستمر، تحت أي ظرف، لذلك فالمشاكل التي تواجه السينما المستقلة أولها وصول هذا المنتج الفني الراقي للمتلقي، وإن كان المشاهدين للأسف يعتبرون الأفلام المستقلة نوعية من الأفلام غير المفهومة، أو التي تخاطب فئة أخرى، أو بشرًا في كوكب أخر، مع العلم أن هناك أفلامًا كثيرة تقدم فكر جيد، وتسابق السينما التجارية في احترام عقل المشاهد".
وأخيرًا تمنى عبد الحميد أن تهتم الدولة بالسينما المستقلة، كي تخرج مصر من الأزمة التجارية، فليس من المفروض أن تتعامل الجهات الإدارية مع هذه النوعية من الأفلام على أساس أنها أفلام درجة ثالثة، فتتعامل الرقابة بشكل، واتحاد المنتجين بشكل، والنقابات الفنية، التي تطلب من منتج الفيلم دفع أرقام، ربما تكون أكبر مما قام هو بصرفه علي الفيلم، كي يحصل على تصريح لعرضه".