مشهد من فيلم «في أرض البرتقال الحزين»

لجأ عدد كبير من الجمهور خلال الأشهر الماضية لمنصات مشاهدة الأعمال الدرامية والسينمائية، وكانت الأفلام البديلة تتعرض لتهميش جديد بسبب عدم إتاحتها على وسائط ومنصات المشاهدة التقليدية المُوجهة للجمهور، ما أضعف فرص مشاهدتها في تلك الفترة التي تعد فرصة مثالية للتعرف على جديدها خصوصاً مع الوقت الطويل الذي أتاحته العزلة المنزلية بسبب «كورونا».

دفع هذا الغياب وجيه اللقاني، مبرمج فني وصاحب مشروع (سينما في كل مكان)، لتأسيس منصة رقمية جديدة باسم «شوف سينما»، وهي منصة لعرض أفلام السينما البديلة المصرية والعربية والعالمية، ويقول: «ما دفعني لتأسيس تلك المنصة هو ما لاحظته خلال فترة (كورونا) من عدم وجود منصات لعرض أفلام السينما البديلة، فقد توقفت عروض الأفلام البديلة بشكل شبه كامل في ظل تلك الأزمة، لولا بعض المبادرات الفردية من صناع أفلام أو من بعض المؤسسات السينمائية التي عرضت أفلامها عبر صفحاتها على موقع (فيسبوك)، فكما استطاعت السينما التجارية أن تجد لها منصات للعرض في ظل جائحة (كورونا)، لذا فإن وجود منصات لعرض أفلام السينما البديلة لا بد أن يكون هدفاً لي ولغيري حتى لا نقع مرة أخرى في تلك الأزمة».

تحمل المنصة الجديدة التي تبدأ عروضها بداية من يوليو (تموز) الجاري، شعار «شاشة تُقّرب المسافات»، ويأتي إطلاقها في وقت تستحوذ منصات رقمية عربية وأجنبية على نسبة كبيرة من المشاهدة في ظل تنافسها على عرض أفلام ومسلسلات جديدة وحصرية، إلّا أنّ اللقاني يلفت إلى أنّ «المنصة الجديدة لا تعرض سوى أفلام السينما البديلة وليست السينما التجارية، علاوة على أنّها مُتاحة بالمجان للجمهور وليس باشتراك مُسبق: «نقوم بالعرض والترويج بالمجان لأفلام السينما البديلة من أنحاء العالم كافة، وذلك من أجل تمكين الجماهير من الوصول ومشاهدة تلك الأفلام».

وتسعى أفلام السينما البديلة لطرح سرديات سينمائية مختلفة تتحرى البعد عن التقليدية وإعمال التجريب بشكل أكبر، وذلك بتكلفة أقل نسبياً من تكاليف الأفلام السينمائية التجارية، وتُعرض في نطاق محدود ضمن مؤسسات فنية راعية لتلك النوعية من الأفلام، ولعل أبرز نوافذها في مصر سينما «زاوية»، ومشروع «سينما دال»، ومشروع مؤسسة «التعبير الرقمي العربي - أضف» المعروفة باسم «سينما دكة».

وعلى الرغم من أنّ «شوف سينما» تأسست بإلهام من «كورونا» وما فرضه من تباعد اجتماعي وعزلة، فإنّ المبادرة تستهدف الاستمرار حتى بعد انتهاء الجائحة باعتبار أنّ «العالم الرقمي بشكل عام والمشاهدة السينمائية الرقمية بشكل خاص سوف تستحوذ على جزء أكبر مما كانت عليه قبل تلك الجائحة»، حسب تعبير صاحب المشروع.ويُنظّم البرنامج عروضا شهرية للأفلام المختارة في المنصة، تتيح عرض كل أشكال وأنواع أفلام السينما البديلة الطويلة والقصيرة، ما بين أفلام روائية، ووثائقية، ورسوم متحركة، وتجريبية، من المنطقة العربية وأوروبا وأميركا ومختلف أنحاء العالم.

وعلى الرغم من فتح الباب أمام مشاركة الأفلام البديلة بشكل كبير على المنصة، فإنّ فريق البرمجة القائم على اختيارات الأفلام التي ستُعرض على المنصة وضع شرطاً وحيداً على محتوى الفيلم، وهو عدم الموافقة على إذاعة أفلام تحض أو تشجع على العنف أو الكراهية أو العنصرية والتمييز.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

4 أفلام تونسية تحصل على فرصة بمنصة البث التدفقي الأميركية "نتفليكس"

أفلام مصرية تنتظر عودة النشاط إلى دور السينما بداية من السبت المقبل