المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء المصري

افتتح المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء المصري، الأحد، ممثلًا عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، الدورة (44) لمؤتمر العمل العربي، في القاهرة، مؤكدًا حرص مصر على التطوير الدائم، سواء كان من خلال التطوير التشريعي، والذي يتمثل حاليًا في مشروع قانون العمل الجديد الذي تم إعداده بدقه، وعلى أيدي خبرات قادرة على تحديد الإطار التشريعي المناسب، لتطوير عالم العمل في مصر، أو من خلال النهوض بمنظومة التدريب على كافة المستويات، لإكساب الأيدي العاملة المهارات اللازمة، للمنافسة في أسواق العمل.

وجاء ذلك خلال فعاليات الجلسة الافتتاحية للدورة (44) لمؤتمر العمل العربي، الذي يعقد في القاهرة، بمشاركة وزراء العمل وممثلي منظمات أصحاب الأعمال، والمنظمات النقابية في 21 دولة عضو في منظمة العمل العربية. وأضاف إسماعيل أن مصر قادرة على تنفيذ المشروعات التنموية العملاقة التي يتم تنفيذها حاليًا، مشيرًا إلى أنه يجب العمل على تنمية الموارد البشرية المؤهلة وذات الخبرات، وإعدادها في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وإعادة النظر في المناهج التعليمية وتعزيز بيئة الإبداع والابتكار وريادة الأعمال، وتحسين البيئة التشريعية لدعم جهود البحث والتطوير، وأن ذلك يأتي ضمن برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الذي تقوده القيادة السياسية.

وأكد رئيس مجلس الوزراء أن الدول العربية موحدة بقوة التاريخ والحضارة، وهي متواصلة جغرافيًا ومنسجمة إنسانيًا ومتكاملة طبيعيًا، بفضل ما تزخر به من موارد بشرية وطبيعية هائلة. ودعا إلى ضرورة وضع استراتيجية تنموية عربية، لمجابهة التحديات الكبرى التي تواجه الشباب العربي، على أن تقوم على تفعيل دورهم في عملية البناء والتعمير، ورفع معدلات التنمية البشرية في المدن والقرى، ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، وتعزيز القدرات التنافسية على كافة الأصعدة.

وسلم المهندس شريف إسماعيل، فايز المطيري المدير العام لمنظمة العمل العربية، دليل التصنيف المهني الوطني لعام 2017، طبقا للدليل الدولي 2008 -iscoa وربطة بالتصنيف العربي المعياري، وتحديد مهام وواجبات لكل مهنة. ويتكون الدليل من جزئيين، كل جزء يحتوي على 10 أقسام، ويشمل الجزء الأول على توصيف شامل، لكل مجموعة مهنية تعلي مستوى الحد الرابع، وكذلك تكويد المهن بشكل متسلسل على مستوى الحد السادس، طبقًا للتصنيف المعياري الدولي، الصادر في 2008، مع ربطهم بالتصنيف العربي المعياري، أمام الجزء الثاني فيشمل توصيف تفصيلي، لمهام وواجبات كل مهنة في شكل نقاط يسهل استخدامها.

وقال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن ما تمر به الدول العربية من تحديات كبيرة في مواجهة الإرهاب، ومظاهر التفكك ونزوح اللاجئين، يضع أعباءً كثيرة على الدول العربية كلها، مشددًا على أن التحدي الأكبر هو تحدي التنمية، وتفعيل دور الدول العربية في مجابهة كافة التحديات. وأشار الأمين العام لجامعة الدول العربية، إلى أن الزيادة السكانية في الوطن العربي من التحديات، التي تتطلب توفير عدد هائل من فرص العمل، لتغطية احتياجات الشباب الذي يكون أغلبية الوطن العربي، مطالبًا بضرورة استغلال طاقاته حتى لا يتحول إلى عبء كبير.

وبيّن أبو الغيط، أن معدل البطالة في الوطن العربي، تخطى الـ 29%، في حين أن المعدلات العالمية 13%، وهو ما يوضح مدى الأزمة التي تمر بها دولنا العربية، مشيرًا إلى أن هذه النسبة تتطلب توفير حوالى 60 مليون وظيفة بحلول العقد القادم، مؤكدًا أن الإصلاحات الاقتصادية الجذرية تعمل على تقليص الفجوة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل، منوهًا إلى أن مفهوم العمل يمر بتغيرات كثيرة، وأن مهنا كثيرة في سبيلها للاختفاء، مما يضع على الدول العربية مسئولية مواكبة هذه التغيرات. وطالب أبو الغيط، بضرورة تحقيق ثورة في النظم التعليمية وإنتاج جيل قادر على التفكير الإبداعي والنقدي، ولديه القدرة على العمل الجماعي وهو ما يسهم في حل مشكلات البطالة والفقر، ويعمل على تحقيق التنمية المستدامة، مناشدا بضرورة إعطاء الأولوية للمشروعات العربية المشتركة، ودعم القطاع الخاص لمواجهة أزمة البطالة في الوطن العربي.

وأشار محمد سعفان وزير القوى العاملة، إلى أن دليل التصنيف المهني المصري 2017، أضاف 2523 مهنة جديدة، ظهرت في سوق العمل المصري على أخر إصدار لدليل التصنيف المهني لعام 2005، الذي كان يشمل على 3436 ليصبح إجمالي المهن 5923 مهنة. وأوضح أن الدليل يساعد التصنيف المهني على جمع وتصنيف ونشر المعلومات، والبيانات الإحصائية بشكل وأسلوب موحد، وقد تم إتاحة الدليل على شبكة المعلومات الدولية.

وأعلنت منظمة العمل العربية عن إطلاق الشبكة العربية لمعلومات أسواق العمل، لإتاحة بيانات وإحصاءات موحدة وربط الأجهزة العربية في نظام حاسوبي موحد، وتقليص الفجوة الرقمية بين البلدان الرقمية، وخفض البطالة والقضاء على الفقر، وطالبت المنظمة الدول العربية بدعم المجهود الذي بذل في هذا المشروع لتحقيق مستقبل عمل عربي مستدام. وأعرب فايز المطيري المدير العام لمنظمة العمل العربية، عن تطلعه لدعم الدول العربية الشبكة العربية لأسواق العمل، مؤكدا ضرورة دعم الشباب للحصول على عمل مناسب وتدريب جيد حتى تتواءم مهاراتهم مع أسواق العمل، قائلا "نقدر حرص مصر على مستقبل العمل العربي".