البورصة المصرية تحقق مكاسب 14.9 مليار جنيه

القاهرة – محمد عبدالله أكّد خبراء سوق المال في مصر أن تأجيل محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي، ومرورها دون اضطرابات، الاثنين الماضي، فضلاً عن تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري، التي تضمنت اعتراف أقوى دولة في العالم بثورة "30 يونيو" والحكومة الانتقالية في مصر، دفعت البورصة المصرية لتحقيق مكاسب بلغت 14.87 مليار جنيه، في الأسبوع الماضي، والذي اقتصر على أربعة جلسات. وسجّل رأس المال السوقي للأسهم المقيدة في سوق داخل المقصورة نحو 417 مليار جنيه، وذلك بارتفاع قدره 4%، عن الأسبوع قبل الماضي. وأوضح الخبراء، في تصريحات إلى "مصر اليوم"، أن مؤشر البورصة الرئيسي "EGX 30" سجل أعلى مستوى سعري له، منذ كانون الثاني/يناير 2011، في تداولات الأسبوع الماضي، بعد أن سجل مستوى 6370 نقطة، كما اقتربت قيم وأحجام التعاملات من المليار جنيه للمرة الأولى منذ أيلول/سبتمبر 2012. ويبيّن محلل أسواق المال رأفت عبدالمعز أن "مؤشر السوق الرئيسي EGX30 نجح ، في تعاملات الأسبوع الماضي، في مواصلة صعوده في اتجاه مستهدفه عند 6400 - 6500 نقطة، وتحديداً عند مستوى 6431 نقطة، متجاهلاً بذلك محاكمة الرئيس السابق محمد مرسي، والتي كانت قد شكلت هاجساً لغالبية المتعاملين على مدار الجلسات السابقة، وتسبب في إحجام شريحة كبيرة منهم عن التعامل، انتظاراً لوضوح الرؤية، وترقب الأحداث، التي قد تسفر عنها هذه المحاكمة، وقد بالغ البعض في تخوفاته، الأمر الذي دفع قيم وأحجام التعاملات للتراجع الملحوظ، في الأسبوع قبل الماضي". وأضاف أنه "مع مرور جلسة المحاكمة دون أية اضطرابات، انعكست على الفور حالة التشاؤم والحذر إلى تفاؤل حاد، بدا واضحاً في جلسة الأربعاء، والتي اقتربت فيها قيم وأحجام التعاملات من المليار جنيه، للمرة الأولى منذ أيلول/سبتمبر 2012، وأيضاً اقترب المؤشر الرئيسي من أعلى مستوى سعري له منذ كانون الثاني/يناير 2011 عند 6370 نقطة"، موضحًا أن "هذا الأداء القوي جاء بدعم من غالبية الأسهم القيادية، وعلى رأسها سهم البنك التجاري الدولي، صاحب الوزن النسبي الأعلى، والذي نجح في تحقيق أعلى مستوى سعري له منذ الإدراج عند مستوى 44.72 جنيه". من جانبه، أكّد عضو الجمعية الأميركية للمحللين الأميركيين إيهاب سعيد أنه "في كل المقاييس، فإن محاكمة الرئيس المعزول مرسي، الاثنين الماضي، كانت من أبرز الأسباب التي دفعت المستثمرين إلى التفاؤل والدخول في عمليات شراء مكثفة، ما دفع البورصة إلى تحقيق مكاسب قوية خلال الأسبوع الذي اقتصر على أربعة جلسات، بسبب إجازة رأس السنة الهجرية". وأشار إلى أن "الحدث الذي يعتبر هاماً، والذي شهده الأسبوع الماضي، كان على صعيد الوضع السياسي، والذي تعلق بالتحول الكبير في الموقف الأميركي تجاه ثورة 30 يونيو، والذي بدا واضحاً في المؤتمر الصحافي لوزيري الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره المصري نبيل فهمي"، موضحاً أنه "لتلك التصريحات الإيجابية أثراً كبيراً في سلوك المتعاملين الأجانب في البورصة المصرية، حيث اتضحت عودتهم إلى الشراء بصورة قوية في جلستي الاثنين والأربعاء"، متوقعاً أن "ترتفع نسبتهم أيضًا في الفترة المقبلة، عقب إعلان أقوى وأهم دولة في العالم اعترافها بثورة 30 يونيو، وبالحكومة الانتقالية في مصر".