غواتيمالا ريتا مهنا
عثر الباحثون على سهام وأنصال قديمة تعود إلى حضارة "المايا" في غواتيمالا، وتظهر السهام نمط من الحياة الدموية لـ "المايا"، حيث استخدمت هذه الأنصال لتقطيع أجزاء من الجسد لإراقة الدماء تقربًا لآلهتهم.
وتظهر النقوش الحجرية التي تعود إلى تلك الفترة صورًا وشرحًا لتلك الاحتفالات الدينية، إلى جانب العظام ورؤوس السهام التي يعود تاريخ صنعها إلى عام 1400 حتى 1700 للميلاد، وتوصل العلماء إلى المادة التي صنعت منها الأنصال وهي مادة الزجاج البركاني الأسود.
وأفاد الباحث من مركز البحوث الأثرية في جامعة "جنوب الينوي" ناثان ميسنر: "كنا نعلم عن ممارسات المايا الدموية في طقوسهم الدينية، والتي اعتقدوا بأنها تقربهم من آلهتهم من جهة، وتربط بين الأجيال من جهة أخرى، ووجدنا هذه المرة دليلًا على ذلك"
ويعتقد المؤرخون أن بذل "المايا" لدمائهم لم يقتصر على فئة معينة منهم، وطالما أريقت دماء زعماء قبائلهم في سبيل الآلهة، ويتطوع شخص من القبيلة غالبًا لبذل دمه في سبيل الجميع وتقربًا لآلهتهم.
واستطاع الباحثون العثور على آثار من الدماء على رؤؤس السهام، والتي تعود إلى بشر وحيوانات كالأرانب والقوارض والطيور، وتظهر الدماء الموجودة على إحدى السهام، والتي تم العثور عليها في أنقاض منزل أنها ربما ضربت شخصًا في شجار وليس في احتفال ديني.
وأضاف الدكتور مينسر: "التعطش للدماء هي واحدة من الصفات التي توصف بها حضارة المايا، وهي صورة نمطية طالما استخدمت بطريقة عنصرية لوصف السكان الأصليين للأميركيتين، ولكن من المهم أن نرى مثل هذه الطقوس ضمن سياقها التاريخي للعالم في ذلك الوقت".
ويذكر أن حضارة "المايا" حكمت الكثير من المناطق من المكسيك وأميركا الوسطي ما بين 100 و250 ميلادي، وتكونت من حوالي 60 من التجمعات القلبية تحالفت وتقاتلت فيما بينها، واستطاعت حضارة "المايا" إحراز الكثير من التطور وخصوصًا في فترتها الأخيرة، وتركت خلفها آثار وأسرار ما زالت تكشف حتى اليوم.