سليمان العظيم، أحد الحكام العظام للإمبراطورية العثمانية

عثر فريق من علماء الآثار على مقبرة سليمان العظيم، أحد الحكام العظام للإمبراطورية العثمانية التي تضم قلبه وأعضائه.

ودفن قلب وأعضاء سليمان عندما توفي في مكانين منفصلين حيث وضع جثمانه المحنط داخل مسجد في اسطنبول، إلا أن بقية الأعضاء كانت مخبأة في مكان سري اكتشفه علماء الآثار مؤخرًا.

وأضاف رئيس قسم الجغرافيا السياسية والإقليمية ودراسات التنمية في جامعة "بيكس" في المجر نوربت باب عند عرض أحدث النتائج: "لدينا بيانات تشير إلى نفس الاتجاه، ولهذا نصرّح بكل يقين لأنه لا توجد أية علامة تشير إلى اتجاه آخر، لكننا نحتاج إلى المزيد من التأكيد لأنه موضوع حساس للغاية".

وبيّن باب أنه عُثر على أشياء أثناء الحفر تشير إلى أنه قبر سليمان العظيم، فضلًا عن الأدلة التاريخية الأخرى، على الرغم من الحاجة إلى مزيد من التنقيب لتأكيد هذا الاكتشاف.

ويعتقد علماء الآثار بأن المقبرة وجدت في المكان الدقيق لخيمة سليمان حيث توفي عام 1566، وأمضى العلماء الأعوام الثلاثة الماضية في مسح المناطق حول القلعة للعثور على أية بقايا من المقبرة باستخدام السجلات التاريخية كدليل، ثم تحوّل اهتمامهم إلى قمة حقول الكروم بالقرب من توربيكبوسزتا.

وأفاد باب: "وفقًا للسكان المحليين عادة ما تتواجد الأطلال التركية هنا كما أبلغوا عن العديد من التحف الأثرية العثمانية في العديد من المناسبات".

واكتشف العلماء عندما بدؤوا التنقيب مبنى كبيرًا من الطوب مع جدران من البلاط الحجري، وكانت الغرفة المركزية بحجم "26 × 26 قدمًا"، وكان هناك خندق حفر بواسطة اللصوص في القرن الـ 17، ووجدت العديد من العناصر الزخرفية سليمة وتشابهت بعضها مع تلك الموجودة في ضريح سليمان.

ويعتبر سليمان الذي توفي عن عمر يناهز (71 عامًا) أطول سلطان حاكم للإمبراطورية العثمانية، وتولى العرش بعد وفاة والده عام 1520 باعتباره عاشر سلطان عثماني، وبدأ سلسلة من الفتوحات العسكرية، وامتدت هيمنة الأتراك إلى منطقة البلقان والشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال فترة حكم سليمان لمدة 46 عامًا.

وظلت وفاة سليمان في سيكتوار سرًا لمدة أربعة أيام لمنع ابنه سليم الثاني من اعتلاء العرش بينما كانوا في معركة، وكان الحصار انتصارًا باهظ الثمن بالنسبة إلى الأتراك وتأخر تقدمهم غير الناجح نحو فيينا لعقود، وتقع المقبرة المكتشفة للسلطان سليمان في مستوطنة عثمانية سابقة "توربيك" دمرت عام 1680.

وأضاف باب: "كل شيء في الوقت الراهن يشير إلى أن هذا المبنى هو مقبرة سليمان الراحل، وحتى نتأكد من الأمر بنسبة 100% نجري مزيدًا من الحفر والفحص للمباني المحيطة".

وأعلن اكتشاف المستوطنة بواسطة الباحث نوربت باب عام 2013، موضحًا استئناف أعمال التنقيب في الموقع في نيسان / أبريل.