الأضرار التي لحقت بمتحف الفن الإسلامي

يُعد متحف الفن الإسلامي، الذي هدَّدته أيادي الإرهاب، وأتت على جزء كبير من الواجهة الخاصة به، وبعض آثاره، في تفجير استهدف مديرية أمن القاهرة، صباح الجمعة، دُرَّة المتاحف الإسلامية في العالم، حيث يحوي ما يقرب من 80 ألف قطعة أثرية بداخله بالإضافة إلى المخزن الملحق به. وجمعت تلك الآثار أروع نماذج الفن الإسلامي، في كل مراحله، فهو يضم قطعًا أثرية، بدايةً من العصر الإسلامي الفاطمي والعباسي والمملوكي والعثماني، وحتى عصر أسرة محمد علي، ويحتوي على الأسلحة والسجاد والخزف والخشب والزجاج المعشق، وأنواعًا نادرة من السجاد التركي والمملوكي والإيراني، حيث يضم أكبر مجموعة سجاد في العالم.
ويحتوي على إبداعات إسلامية في جميع الفنون، جمعت من الأندلس وإيران وأفغانستان والهند وتركيا، تمثل الحضارة الإسلامية في كل عصورها، بخلاف مجموعة نادرة من السيوف المطعمة بالأحجار الكريمة والجواهر، واختيار مكانه يرجع إلى وجوده في منطقة باب الخلق، أشهر ميادين القاهرة الإسلامية، حيث قربه من أكبر مساجدها، وهو جامع ابن طولون، ومسجد محمد علي، والسلطان حسن، وقلعة صلاح الدين، كما أنه ليس بعيدًا عن أضرحة آل بيت رسول الله، حيث يقع في منتصف الطريق ما بين ضريح الحسين، والسيدة زينب، رضوان الله عليهما، وليس بعيدًا عن الأزهر الشريف بالطبع.
وبدأت فكرة إنشاء هذا المتحف، في عهد الخديوي توفيق، عندما تم إنشاء دار تجمع التحف الإسلامية في العام 1869، حيث جمعت في الإيوان الشرقي من جامع الحاكم، وصدر مرسوم في العام 1881 بتشكيل لجنة حفظ الآثار العربية، ولما ضاق هذا الإيوان بالتحف بني لها مكان في صحن هذا الجامع، حتى بناء المتحف الحالي، في ميدان أحمد ماهر، في شارع بورسعيد ، وكان يعرف جزؤه الشرقي باسم دار الآثار العربية، وجزؤه الغربي باسم دار الكتب السلطانية.
وافتتح المتحف للمرة الأولى في 28 كانون الأول/ديسمبر 1903 وسُمي بهذا الاسم منذ العام 1952، وذلك لأنه يحتوي على تحف وقطع فنية، صنعت في عدد من البلاد الإسلامية، مثل: إيران، وتركيا، والأندلس، والجزيرة العربية، وكان قبل ذلك يُسمى بدار الآثار العربية.
وللمتحف مدخلان، أحدهما في الناحية الشمالية الشرقية، والآخر في الجهة الجنوبية الشرقية، وهو المستخدم حاليًا، وتتميز واجهة المتحف المطلة على شارع بورسعيد بزخارفها الإسلامية المستوحاة من العمارة الإسلامية في مصر في عصورها المختلفة، ويتكون المتحف من طابقين؛ الأول به قاعات العرض، والثاني به المخازن، وبدروم يستخدم كمخزن، وقسم ترميم الآثار.