أيام الشارقة التراثية تستقطب 150 ألف زائر

أكَّد مدير إدارة التراث والشؤون الثقافية، في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، المنسق العام لـ"أيام الشارقة التراثية"، عبدالعزيز المسلم، على "أهمية إنجازات الإدارة التي حققتها على مدى 20 عامًا، وأصبح يشار إليها بالبنان، وذلك بفضل توجيهات عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي ، ودعمه المادي والمعنوي الكبير للحفاظ على تراث الأجداد من الاندثار، وتعزيز الهوية الوطنية".
وأضاف المسلم، أن "فعاليات "أيام الشارقة التراثية" المُقامة حاليًا في منطقة قلب الشارقة، تحت شعار "التراث الإسلامي..خيمة واحدة"، استقطبت خلال العشرة الأيام الأولى حوالي 150 ألف زائر، وسط توقعات بتضاعف العدد مع اختتام الفعاليات الخميس المقبل".
وأوضح، أن "الحدث شهد تفاعلًا كبيرًا ما بين التراثين المحلي والإسلامي"، مشيرًا إلى أن "الكثير من زوار "الأيام التراثية"، ومن خلال اطلاعهم على ثقافات وتراث الدول الإسلامية المشاركة في الفعاليات أصبحوا يقارنون بين الحرف التراثية على المستوى المحلي، والحرف في الدول الإسلامية مثل: قيرغيزستان، وماليزيا، وإندونيسيا، وغيرها من الدول المشاركة، وعقدوا مقارنات في الأزياء والأطعمة والأكلات الشعبية، بجانب تعرفهم على عادات تلك الدول في مختلف المناسبات والمقتنيات المنزلية وأدوات الزينة وغيرها".
وأوضح مدير إدارة التراث والشؤون الثقافية، أن "أيام الشارقة التراثية"، تهدف إلى إثراء الجانب الفكري والثقافي من خلال البرنامج الفكري، الذي تُنظِّمه، ويضم جلسات ثقافية، ومقهى الدريشة الثقافي، الذي يستضيف يوميًّا أمسيات ثقافية وشعرية وتراثية".
وأشار إلى أن "الكثير من التوصيات التي نتجت عن تلك الملتقيات الفكرية، تمت ترجمتها على أرض الواقع؛ فعلى سبيل المثال، تم تأسيس "مركز الحرف اليدوية والتقليدية الإماراتية"، الذي يضم في جنباته 10 حرف نسائية، ويعرف الزوار يوميًّا بالحرف القديمة، بجانب استضافته، دورات وورش تدريبية مُتخصِّصة في هذا المجال، فضلًا عن استقبال طالبات المدارس لإطلاعهم على حرف أجدادهم القديمة".
وأضاف المسلم، أنه "من التوصيات التي نتجت عن "أيام الشارقة التراثية" توقيع اتفاق تعاون مع منظمة "إيكروم-المركز الدولي" لدراسة حفظ وترميم الممتلكات الثقافية، ومقرها روما، والتابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، "اليونسكو"، وتقضي بإنشاء مركز إقليمي في إمارة الشارقة للتدريب والتنمية في مجال حفظ وإدارة التراث في الوطن العربي".
ونوَّه إلى أن "المركز يُنظِّم دورات تدريبية بتمويل من حكومة الشارقة، مُتخصصة في إدارة التراث وقت الأزمات بعنوان "فيضانات وحروب"، بجانب مهمته في الحفاظ على التراث العمراني والترميم والصون العاجل للتراث".
وأوضح، أنه "تم تنفيذ التوصية بشأن إنشاء "مركز الشارقة للتراث الثقافي"، والذي سيُقام في المدينة الجامعية وسيتم افتتاحه قريبًا، فضلًا عن تنظيم فعاليات "أيام الشارقة التراثية"، في ثماني مناطق في الشارقة، بعد أن كانت مقتصرة على مدن الشارقة، والذيد، وخورفكان".
وأشار المسلم، إلى أن "مشاريع الترميم التي تشرف عليها إدارة التراث، تشمل منطقة قلب الشارقة، والذي تم إنجاز جزء كبير منها، إضافةً إلى ترميم مناطق في الذيد، وخورفكان، وخور كلباء، والمتوقع الانتهاء منها خلال العام المقبل".
وبشأن أنشطة إدارة التراث خلال الفترة المقبلة، أكَّد عبدالعزيز المسلم، أن "أبرزها المشاركة في "بازار الحرف الإسلامية"، التي تُنظِّمه حكومة الشارقة خلال شهر رمضان المقبل، لمناسبة اختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية، بمشاركة الكثير من الدوائر المحلية في الشارقة، وذلك في مركز "إكسبو الشارقة"، منوهًا إلى أن "البازار سيشهد عرض وبيع مختلف منتجات الحرف الإسلامية، إضافةً إلى ركن المأكولات الإسلامية".
وأضاف، أن "الإدارة ستُنظِّم خلال شهر أيلول/سبتمبر المقبل، فعاليات "يوم الراوي"، وتحمل ذلك العام عنوان "يوم الراوي الإسلامي"، بمشاركة المغرب، وماليزيا، وتركيا، وغيرها".
وأكَّد مدير إدارة التراث والشؤون الثقافية، في دائرة الثقافة والإعلام، أن "العام المقبل تحتفل إمارة الشارقة باختيارها "عاصمة للسياحة العربية"، لذا ستُركِّز الإدارة على ذلك الاختيار من خلال تنظيمها لعدد من الفعاليات الجديدة والمبتكرة، والتي تُقام للمرة الأولى، وسيتم الإعلان عنها في وقت لاحق".
يذكر أن "إدارة التراث في دائرة الثقافة والإعلام" في الشارقة، تأسست في العام 1995، وتهدف إلى حفظ الهوية الحضارية الإماراتية، بطرق كثيرة، منها؛ ترميم وصيانة المباني التاريخية، وما تحتويه من مقتنيات تراثية، فالتراث العمراني، الذي يُجسِّد أعلى درجات الحضارة، يحوي بين طياته الموروث الحسي، الشاهد الوحيد على ذاكرة أي شعب وذاكرته الاجتماعية، بعاداته وتقاليده، وحركاته، وسكناته، وما تفتقت عنه عقليات وسواعد الآباء والأجداد.
وتضطلع الإدارة بالاهتمام بالرواة وجمع المأثورات الشعبية الشفهية، وإقامة وتنظيم ورعاية المعارض والورش والفعاليات التراثية، وتجهيزها ورفدها بكل ما تحتاج إليه من مقتنيات وتوفير المعلومات للباحثين، ودعم الأنشطة التدريبية والتعليمية في مجال التراث وتشجيع البحث العلمي في تلك الأطر، إضافةً إلى توظيف التراث في الحياة المعاصرة، ورعاية وإبراز ونشر الدراسات والأبحاث المثيولوجية، وتوثيق وأرشفة التراث المادي وغير المادي، والمباني التراثية والوثائق والصور التاريخية.
وتنشئ الإدارة قاعدة معلومات مفصلة وموثوقة بشأن التراث الثقافي الإماراتي، ووضع آليات مناسبة لحمايته وإبرازه، ووضع الخطط والبرامج المتنوعة، بهدف إثراء الساحة الإماراتية بالمعلومات اللازمة في مجال التراث الشعبي، وإصدار المطبوعات والدوريات والمواد "السمع-بصرية" التي تعالج موضوعات تخص التراث.