مقهى "الدِّريشة الثَّقافي" يشهد أمسيتين ثقافيتين

شهد مقهى "الدريشة الثقافي"، الذي تُنظِّمه إدارة الشؤون الثقافية، في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، ضمن فعاليات "أيام الشارقة التراثية"، في منطقة قلب الشارقة، أمسيتين تراثيتين، سلَّطتا الضوء على الأكلات الشعبية في الخليج العربي، والألفاظ الإماراتية القديمة. وقدَّم الأمسية الأولى، رئيس المركز العربي للتغذية ، الباحث البحريني الدكتور عبدالرحمن مصيقر، وأدارها الإعلامي، أحمد ماجد، وتناولت المأكولات الشعبية في الخليج العربي بين الصحة والمرض، من خلال 3 جوانب، منها؛ مفهوم الأكلات الشعبية والمتغيرات الاجتماعية والاقتصادية، وأهم مزايا وعيوب الأكلات الشعبية، لاسيما النظرة السلبية في تمجيد الماضي، وتجريم الحاضر، في الجانب الصحي والغذائي.
وتطرقت الأمسية لمجموعة من سلبيات العادات الغذائية في الماضي، وضعف التصنيع الغذائي، وقلة النظافة التي عملت على سهولة انتشار الأمراض المعدية في الماضي مثل الكوليرا وغيرها، إلى جانب استعراض أهم الإيجابيات في العادات الغذائية في الماضي، مثل: عدم الإسراف في الأكل، وتناول الطعام الطازج، وقلة التلوث البيئي، بالإضافة إلى طقس تناول الطعام في المنزل، وتناول الأطعمة الغنية بالألياف الغذائية.
وتناول الدكتور مصيقر، "جملةً من التفاصيل في الشأن الغذائي، لاسيما على صعيد المتغيرات في نمط التغذية في المجتمعات الخليجية كما في نوع وكمية الطعام والعادات الغذائية بشكل عام، وقلة تناول الفاكهة والخضروات في الوجبات اليومية، وانخفاض مدة الرضاعة الطبيعية، وزيادة الفطام المبكر".
وأشار إلى "تراجع الوعي الغذائي، وأهم أسبابه، لاسيما في كميات الطعام المتناولة، وعلاقته بالذاكرة الشعبية والوجدانية، مع استعراض لبعض الصور الفوتوغرافية، التي تُؤرِّخ لطبيعة الأسواق والمقاهي والمطاعم القديمة، وأهم أسماء الأكلات الرئيسة في الماضي".
وتناولت الأمسية الثانية، الألفاظ الشعبية الأصيلة في الإمارات، والتي قدَّمها يوسف أحمد الأصلي، وأدارها الإعلامي عبدالله الحمادي، وتطرَّقت إلى اللهجة والألفاظ والمفردات الشعبية القديمة في الواقع الشبابي، من خلال عرضها في وسائل الاتصال الحديثة، والتفاعل معها عبر الصورة والمفردة معًا، وذلك عبر إعادة المفردة الشعبية القديمة إلى جذرها اللغوي في اللغة العربية الفصيحة.
واستعرض الأصلي، "عددًا من المفردات في اللهجة الإماراتية القديمة، وتفاعل فئة الشباب معها في وسائل الاتصال الحديثة، بالإضافة إلى أهم الألفاظ المشتركة في مختلف البيئات الإماراتية البحرية والساحلية والبدوية والجبلية، إلى جانب المعنى المحلي للمفردة".
وأشار إلى "ضرورة إقامة ورش عمل ودورات تستهدف فئة الشباب، لاسيما لتقريبهم إلى المفردات والألفاظ الشعبية القديمة في اللهجة الإماراتية، بالتعاون مع المؤسسات والهيئات الحكومية والمحلية ذات الشأن التراثي والثقافي".