القفة السعفية التقليدية

ما زالت العائلات الجزائرية متمسكة بالقفة السعفية التقليدية، والتي تمثل عادات وتقاليد سكان الصحراء العميقة، حيث يقترن اسم القفة بغابات النخيل، لأن من سعف النخلة تستخلص الحرفيات القفاف، والتي تدخل ضمن العناصر الأساسية التي تحفظ مقتنيات السوق الشعبية من خبز وخضر وفواكه واللحوم ومشتقاتها.
ورغم التطور السريع للأكياس الخاصة بحمل المشتريات اليومية منها البلاستيكية ذات الألوان والأشكال المختلفة وكذلك المصنوعة من القماش المطرز، إلا أن قفّة السعف بقيت محافظة على تواجدها بين الزبائن رغم غلاء سعرها، والذي يصل في غالب الأحيان من  600 إلى 1000 دينار نظرًا إلى جودتها ومنظرها المميز، والذي طبعته أنامل الحرفيات وأعطت له لمسة مميزة في سوق المعارض الوطنية والدولية، وحسب الحرفية السيدة ليندة فإن القفة القديمة لم تتغير في شكلها وحجمها ما عدا الألوان التي تغيرت، وحسب المتحدثة نفسها فإن القفّة تعود إلى العهد العثماني، حيث تعلقت بها العائلات الجزائرية وأصبحت تلزمهم في الأسواق والمناسبات الدينية وحتى الأفراح.
وتُفضّل النساء العصريات التباهي بقفّة السعف، لأنها تتلاءم ولباسهن الممزوج بالألوان،  حيث تجد هذه المرأة نفسها قادرة على مسايرة العصر والحنين للماضي المعبق بعطر الأجداد، وعليه فإن القفّة التقليدية تُعتبر من الإكسسوارات الجميلة، التي تضفي على حاملها ميزة خاصة في السوق والشارع وكذلك في الطريق.
وعن موطن القفّة السعفية التقليدية توضح السيدة ليندة أن "أهل الصحراء يُتقنون كثيرًا صناعة مثل هذه الأشياء المصنوعة من سعف النخلة، وعليه فإن هذه المناطق تكثر فيها واحات النخيل، حيث تُصنع باليد وبطريقة  تجديلة، أي بتشابك أوراق السعف مع بعضها، ثم تلون بعض أجزاء القفة لتعطي منظرًا رائعا في النهاية، علمًا أن هذه القفة قد دخلت المعارض الدولية في العالم".