مسرحيّة "الجميلات" الجزائريّة

تمثّل مسرحية "الجميلات" الجزائر في مهرجان "الشارقة"، في دولة الإمارات العربية، والذي ينطلق في 10 كانون الثاني/يناير الجاري. وتحكي مسرحية "الجميلات"، من إخراج الفنانة صونيا، وإنتاج المسرح الإقليمي "عز الدين مجوبي" في ولاية عنابة، نص الكاتبة نجاة طيبوني، عن نضال جميلا الجزائر، أثناء الاستعمار الفرنسي، لاسيما اللاتي تعرضن للتعذيب، ومن حكم عليهن بالإعدام، أو بالسجن المؤبد وتبدأ أحداث المسرحية في زنزانة "بسركاجي" في أواخر 1961، في قلب العاصمة، حيث تعيش 5 مناضلات لحظات، يسترجعن فيها آلامهن، بطولتهن، أحلامهن وعظمتهن.
وكانت مسرحية "الجميلات" فرصة لأخذ الصغار، وتلاميذ المدارس في رحلة إلى حقب متقطعة من الثورة المظفرة، تنقلها الجميلات، وهنَّ ليندة سلام، وليديا العريني، وهواري رجاء، ومنى بن سلطان، وحنيفي آمال.
وما يميز العمل المسرحي هو قوة الأداء النسوي، حيث استطاعت الممثلات نقل أجواء التعذيب من وراء القضبان على يد الاستعمار الغاشم، لاسيما أنَّ الجميلات تحدينَّ الحارس الفرنسي، في زنزانة "سركاجي"، عبر تناول كفاح وتضحيات فضيلة سعدان، وجميلة بوحيرد، ولالة فاطمة نسومر، وبعض الفرنسيات، اللواتي تضامنَّ مع القضية الجزائرية، عبر تمرير السلاح والرسائل للفدائيين.
وحاولت الجميلات في المسرحية تذكر نضال المرأة في جبال "الأوراس"، منهنَّ البطلة رقية، التي ضحت بروحها بغية تحويل حقيبة نقود، كانت مخبأة عند زوجها الشهيد، واسترجاعها من بين أيدي الاستعمار، إلى المجاهدين، لشراء الأسلحة، حيث سقطت المجاهدة رقية، رفقة بناتها، شهيدة في ساحة الوغى.
وتم الاعتماد في المسرحية على مزج الأناشيد الوطنية مع صوت المدفع والرصاص وزغاريد النسوة، كما استطاعت الإكسسوارات، كالحايك والملاية والتنورة القصيرة فرض منطقها على جو المسرحية، وحتى الألوان، الأسود والأبيض والرمادي، صنعت روعة الأجواء في تلك الحقبة.
وتنتهي المسرحية على وقع حلم جميل، للشخصيات الخمس، هو الحصول على ورقة الاستقلال، بعد كفاح طويل، حيث تشرق شمس الحرية، عبر تزاوج عطر الورود مع ألوان العلم الوطني، لتصنع فرحة الشعب الجزائري.