صورة أرشيفية لسوق بيع الكتب المستعملة المتواجد في شارع النبي دانيال

يعتبر سوق بيع الكتب المستعملة المتواجد في شارع النبي دانيال، أحد الكنوز الثقافية الموجودة في مدينة الإسكندرية، فيحوى آلاف الكتب القديمة والمستعملة، كما يعد من أقدم وأكبر الأسواق الموجودة في مصر بعد سوق سور الأزبكية الشهير في القاهرة . ولا يمكن للزائرين أن يمروا من أمام"السوق" دون أن تتوقف ولو للحظات لمشاهدة آلاف الكتب التي تملأ الأكشاك الصغيرة المنتظمة في شكل حضاري، فيفد مئات الباحثين وهواة اقتناء الكتب إلى هذا الشارع لرخص أسعاره، بخاصة بعد ارتفاع أسعار الكتب بشكل كبير، فضلا عن الأعباء الاقتصادية الكثيرة التي تعاني منها اغلب الأسر المصرية ليصبح بذلك قبلة للبسطاء من المثقفين.
ويعود تاريخ "السوق" إلى عشرات السنين وذلك وفقاً للباعة، فيقول الحاج محمد حسين أنه متواجد في السوق منذ صغره وكان البائعين يفترشون الأرصفة إلى أن تم تخصيص أكشاك لبيع الكتب في عهد محافظ الإسكندرية الأسبق اللواء عبد السلام المحجوب .
وأوضح أن السوق يحتوي علي آلاف الكتب القديمة بالإضافة إلى رسائل دكتوراه وماجستير في مختلف أنواع العلوم، مشيرا إلى أن ارتفاع أسعار الكتب جعل الباحثين يترددون على السوق بحثا عن الكتب المستعملة لرخص أسعارها.
وأضاف أن السوق أسس علي غرار سور الأزبكية الشهير في القاهرة حيث يفد إليه طلبة الجامعات و هواة القراءة ليبحثوا بين الكتب القديمة علي ما يشبع رغباتهم في اقتناء الكتب النادرة.
ولفت أحد أقدم بائعي الكتب في السوق إلى أنه بدأ رحلته مع الكتب منذ صغره منذ عشرات السنين حيث كان يبيع الكتب القديمة علي عربة صغيرة يجرها بيديه قبل أن يتم تخصيص كشك له من محافظة الإسكندرية .
وقال إن السوق شهد تطوراً كبيراً خلال الفترات الماضية حيث أصبحت مهنة بيع الكتب القديمة تسير بشكل قانوني ومرخص، وأضفت نوع من الرقي علي الشارع، لافتا إلى أن المشكلة التي واجهت بعض البائعين العام الماضي، عندما قامت قوات الشرطة بهدم بعض الأكشاك المخالفة ، الأمر الذي أثار حفيظة العديد من المثقفين لتعود مرة أخري الحياة للشارع بعد أن تم إعادة بناء الأكشاك.
أما وائل علي فهو أحد رواد الشارع والذي قال أنه يأتي إلى السوق ليبحث بين أكوام الكتب علي النادر منها، وأشار إلى أنه يجد في السوق بعض الكتب التي يعجز عن الوصول إليها في المكتبات الشهيرة والتي مرت عليها عشرات السنين.
وأوضح أن انخفاض الأسعار عاملا مهما في توافد المشترين على السوق، مبينا أن أسعار بعض الكتب والروايات بالمقارنة بالمكتبات تعد رخيصة للغاية، ونظرا للظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها أغلب الأسر المصرية فإنهم يلجأون إلى شراء الكتب المستعملة لرخص أسعارها.