مدينة القدس المحتلة - صورة من الأرشيف

الإسكندرية – أحمد خالد كشفت  رئيس المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونيسكو"، كاتالين بوجاي، أن منظمة اليونسكو تولي اهتمامًا خاصًا بالقدس لأنها ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي المهدد بالخطر. وأضافت خلال المحاضرة التي ألقتها في مكتبة الإسكندرية أن اليونسكو لا تملك الصلاحية السياسية للتدخل في حالة وجود نزاع أو حرب، ولذلك فإن عملها في سورية يقوم على رفع الوعي بأهمية تحقيق السلام ومحاولة حماية التراث الثقافي. وأوضحت أن مكتبة الإسكندرية تمثل قصة الحضارة الإنسانية، حيث إن إعادة بناء المكتبة يعبر عن التزام الإنسانية باستكمال السعي لتحصيل العلم والمعرفة، مشددة على أن المكتبة تعد مركزًا مهمً جدًا لنشر العلم والثقافة، ورمزًا للازدهار الذي يجب أن تكون عليه مصر بعد الثورة.
وقالت إنها ترى أن تحقيق السلام لا يكمن فقط في نبذ العنف، وإنما توفير جميع العوامل الإيجابية التي تساهم في ضمان حياة كريمة للإنسان، مشيرة إلى أن كل هذا يصعب تحقيقه في ظل الظروف القاسية التي يعاني منها بعض الشرائح في عدد كبير من المجتمعات، حيث إن حوالي 600 مليون طفل في العالم يعيشون بأقل من دولار واحد يوميًا، إضافة إلى الملايين الذين لا يمارسون حقوقهم السياسية.
وأوضحت أن "اليونسكو" تهتم بشكل أساسي بتحقيق النمو في أفريقيا وقضايا المرأة والمساواة بين الجنسين، مبينة أن تمكين المرأة يعد أمرًا حتميًّا لبناء مجتمع مزدهر.
وشددت بوجاي على أهمية الدبلوماسية الثقافية كأداة لبناء الجسور بين البلدان، مبينة أن البعض يعتبر الدبلوماسية الثقافية "قوة ناعمة"، إلا أنها ترى أنه لا يوجد أقوى من أداة تستطيع ربط الشعوب ببعضها كالدبلوماسية الثقافية، مؤكدة على أهمية بناء المؤسسات الديمقراطية والعمل على نشر قيم الديمقراطية.
وقالت إن الثقافة يمكن أن تكون قوة دفع للقضاء على الفقر ونشر الوعي وتحقيق المساواة بين الجنسين وبناء طاقة مجتمعية لتحقيق السلام، وشددت على أن المكتبات يقع عليها مسؤولية كبيرة في نشر العلم والثقافة وبالتالي تحقيق السلام، مؤكدة أن الكتاب في كل صوره سيظل السمة المميزة لجميع الحضارات.
وأوضحت أن اليونسكو تقدم عددًا كبيرًا من البرامج وتؤسس مجموعة من الشراكات لدعم المكتبات العامة في جميع أنحاء العالم، كما أنها تشجع نشر المعرفة العلمية وإتاحتها للجميع لتحقيق التقدم العلمي واستخدامه لأغراض سلمية.
وشددت على أن عمل اليونسكو يؤثر في حياة جميع البشر بغض النظر عن انتماءاتهم أو جنسيتهم، ولذلك فإن اتخاذ القرارات يقوم على نبذ المصالح الخاصة بدولة بعينها واتخاذ القرارات التي تخدم البشرية، مبينة أن هذه القيمة هي التي ساعدت في التصويت الذي أدى إلى ضم فلسطين لعضوية اليونسكو.