الفن التشكيلي

تعدّ المرأة عنصرا مُلهما في الفن التشكيلي، تبارى الفنانون في تناولها بصفتها عنصرا تعبيريا وجماليا بإيحاءات تشكيلية مختلفة؛ فهي رمز الجمال والحب والأمومة والحنان، أو مؤشر لمعاني العطاء والخصب والنماء، أو أيقونة تمثل مفاهيم الأرض والوطن والحرية.

وتسجل المرأة بهذه المعاني وغيرها، حضورا قويا في معرض «صاحبة السعادة»، الذي يحتضنه مقر الملحقية الثقافية المصرية في العاصمة الإيطالية روما، في إطار الاحتفال بيوم المرأة العالمي، الذي يوافق 8 مارس (آذار) من كل عام.

وتقول منظمة المعرض الفنانة المصرية شيرين بدر لـ«الشرق الأوسط»، «يأتي تنظيم المعرض في هذا التوقيت لتكريم المرأة، انطلاقاً من الإيمان القوي بدورها في المجتمع أياً كانت ثقافته وهويته؛ فهي ملكة في بيتها ومحيطها وبيئتها؛ لذا كان عنوان (صاحبة السعادة)، وهو المعنى الذي تعكسه أعمال الفنانات المشاركات بالمعرض، وهن 37 فنانة، من تسع دول مختلفة هي مصر، والكويت، وإيطاليا، وفرنسا، والنرويج، والفلبين، وصربيا، وبيلاروسيا ونيوزيلندا، فهذا المزيج مختلف الجنسيات عمل على صياغة رؤى تشكيلية متنوعة بطلتها المرأة».

وتستطرد «حاولت كل فنانة أن تنقل إحساسها في تصوير بنات جنسها وفق رؤيتها الخاصة وثقافتها وبيئتها، وهو الهدف الثاني من إقامة هذا المعرض، حيث تعميق الحوار الثقافي بالاطلاع على ثقافات أخرى، وإبداع خطاب فني بتوقيع المشاركات، وهو ما يؤكد على إمكانية الحوار بين مختلف الثقافات والأجيال».

تتسم أعمال المعرض بتنوع الأفكار والمدارس والاتجاهات، فالفنانة التشكيلية الكويتية شيخة سنان اختارت أن تشارك بـ4 لوحات تحمل عنوان «الثوب»، تظهر بها جانباً من تراث المرأة في بلادها، حيث تستلهم تفاصيل لوحاتها من الثوب الكويتي التقليدي الذي كانت ترتديه المرأة الكويتية في الماضي، الذي عادة ما كان مصنوعاً من نسيج شفاف أسود ومطرز بخيط ذهبي مع زخارف محلية، معتمدة على الألوان الأكريليك مع الكولاج.

واختارت المصرية ريهام أرناؤوط، أن تشارك بعمل بعنوان «مَليكَة»، وهي شخصية تمثل كل امرأة مصرية قوية شامخة، فهي ملكة متوجة بدورها المؤثر في المجتمع، وبابتسامة ثقة ونظرة تفاؤل لمستقبل مشرق وواعد.

أما الدكتورة دينا طريف، فتخيرت للتعبير عن يوم المرأة العالمي الاستلهام من حقبة تاريخية مهمة في الحضارة المصرية، وخاصة من العصر الروماني، حيث يتضمن عملها وجهاً من وجوه محافظة الفيوم ممثلاً لهذه الفترة من التاريخ ومحملاً بعبق الماضي، في إطلالة معاصرة تؤكد دور المرأة وأهميتها على مر الزمان.

«سفيرة السعادة»؛ هو عنوان عمل الفنانة هايدي الزقزوقي، قاصدة بها الأم والجدة والأخت والصديقة، شارحة لوحتها بقولها «أتذكرها جيداً، بردائها المزركش ولمستها الحانية، وهذا الوهج الذي لطالما شعرت به يدفئ جسدي الصغير كلما كانت تدنو وتقترب، هي ملكة الجمال في عمري وسفيرة السعادة، رسمها الزمان في قلبي بلا ملامح؛ فقد جمعت جمال الكون وما فيه».

وعبرت الإيطالية بربرة برارديكوتي، عن المرأة الأفريقية، متأثرة بإقامتها سنوات عدة في مصر ودول أفريقية عدة، محاولة من خلال وجه إحدى السيدات أن تعكس الثراء الداخلي لدى المرأة في أفريقيا، والتنوع الثقافي الذي تحظى به.

وتهتم المصرية شيرين الخليلي دوماً بإظهار رقة المرأة وجمال روحها، الذي ينعكس على مظهرها، وهو ما يمتد إلى لوحتها في هذا المعرض، حيث تجسد عازفة الفلوت بفستان أبيض والزهور تزين شعرها، تعبيراً عن صفائها ورقتها، أما الفرنسية لاريسا نوري، فتجمع في عملها، الذي ينتمي إلى المدرسة الانطباعية، بين الحرية والقوة الداخلية للمرأة، وهي المعاني التي دائماً ما تشغلها، وتسيطر على جميع أعمالها، مستخدمة الألوان الساخنة التي تعبر عن عقل المرأة وإرادتها ووجدانها.

بينما اختارت الفنانة المصرية سحر طاهر اسم «الليلة الكبيرة» لعملها، الذي تعكس من خلاله تأثير المرأة في الفولكلور الشعبي، وكيف أنها عنصر أساسي لإضافة الجمال والبهجة في الفنون الشعبية، حيث تضيف بإطلالتها وأزيائها ذات الألوان المبهجة الزاهية روحاً وحياة أينما حلّت.

يذكر أن المعرض افتتحه سفير مصر في روما السفير هشام بدر، والملحق الثقافي المصري بإيطاليا الدكتورة هاجر سيف النصر.

قد يهمك أيضًا:

افتتاح المعرض الفني "بحبك يا بلدي" داخل متحف المنصورة القومي

انطلاق المعرض الفني " بين السماء والأرض " في بيروت