عضو هيئة كبار العلماء الدكتور أحمد عمر هاشم

أكد الدكتور أحمد عمر هاشم ، عضو هيئة كبار العلماء، أننا نعيش في فترة صعبة في تاريخ مصر فلا يكاد يمر يوم إلا وتحدث جريمة متطرفة جديدة، وأن مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي بإنشاء المجلس الأعلى لمكافحة التطرف ، تمثل بارقة الأمل لحماية الوطن من براثن التطرف والفكر التكفيري.

وقال هاشم إن حماية الوطن والدفاع عنه مسؤولية مشتركة بين الشعب ومؤسسات الدولة كافة ، وأن تجديد الخطاب الديني لا يرتبط فقط بتطوير المناهج الأزهرية بل تطوير المناهج الدراسية في مختلف المراحل التعليمية.

وأوضح هاشم أن تجديد الخطاب الديني معناه أننا نواكب التحدي الحضاري بفكر إسلامي صحيح ، قائم على أدلة الكتاب والسنة وقائم على أدلة العقل والنقل ، بحيث يقوم العلماء بهذا الفكر في مؤلفات وندوات حوارية وأحاديث وبرامج إذاعية وتليفزيونية ومقالات في الصحافة والإعلام ، ولابد أن يكون معلومًا أن التجديد لا يعنى التغيير ولا التبديل في الأصول في القرآن كلام الله والسنة كلام الرسول صل الله عليه وسلم وهما الأصلان الثابتان الراسخان لقول الرسول صل الله عليه وسلم "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبدًا كتاب الله وسنتي" ، والكتاب والسنة الصلاحية لهم في كل زمان ومكان وهذا التحفظ على أفكار أصحاب بعض الأهواء المشبوهة الذين ركبوا موجة تجديد الخطاب الديني ، وقالوا في آيات القرآن ما لا يصح الآن وراحوا بفكرهم المريض لتغيير ما قاله الله والرسول ونقول لا تغيير للكتاب والسنة فلو أخذنا بهما لأمنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.

وطالب هاشم بتطوير المناهج الأزهرية ، قائلًا "بلا شك تطوير المناهج الأزهرية مطلوب بل ليس المناهج الأزهرية ، وحدها بل المطلوب تطوير مناهج التعليم كافة لأن تجديد الخطاب الديني يتطلب تطوير المناهج وعندما كنت رئيسًا للجامعة كنت أقول دائمًا إن المقررات لابد أن تراجع كل 3 أعوام ، للتعرف على ما جد في الحياة، وبالتالي يجب أن تعطي الجامعات المقررات النافعة التي تعالج مشكلات الحياة لأن المناهج الدراسية تمد الناس بما ينفع حالهم ومن أجل ذلك نهض الأزهر الآن في تجديد خطابه الديني ومراجعة مقرراته لكي تكون صالحة".

وأعرب هاشم عن آماله في المجلس القومي لمكافحة التطرف المنشأ حديثًا مضيفًا "المأمول منه أن يضع خططًا عاجلة وآجلة، وتتمثل الخطط العاجلة في قيام حوار سريع بين فئات الشباب وبين العلماء ليبصروهم الحقيقة وليوضحوا لهم دعوة الإسلام للسلام والأمان والاستقرار ونبذ العنف وتكون هذه الندوات الحوارية على غرار ما كان في الثمانينات ، ندوة الرأي ، التي كان يتكلم فيها رجال الفكر والعلماء ويستمعون للشباب ولمشكلاتهم ويكون هذا مذاعًا في وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة ، حتى يستفيد الكافة ، وتكثف الرقعة والمساحة الإعلامية في الصحف ووسائل الإعلام بأشكالها كافة ، وأن توضع خطة لمحاصرة التطرف في سائر دول العالم ، بعقد مؤتمر دولي يهدف إلى تصفية جيوب التطرف في كل مكان في العالم ، وأنصح القائمين على تشكيله بالعمل على وقف تمويلات ودعم التطرف لأن تمويلهم ودعمهم خطر جسيم على الأمة كلها.

أما الخطة الآجلة المستقبلية فتتمثل في الدروس والحصص التي تدرس لأبنائنا في المراحل التعليمية المختلفة، ولابد أن تدرس لهم ثقافة التسامح والأمن حتى إذا ما شبوا وكبروا استطاعوا أن يتحصنوا ضد التطرف وضد هذا المعتقد الزائف الذي اعتنقه كثير من الشباب ، ولتربية أجيال مستقبلية من الشباب تقف ضد التطرفيين والمتطرفين وإصدار كتب لا تكون مطولة بل تكون مختصرة ، يمكن قراءتها في أسرع وقت وتؤلف هذه الكتب من علماء نفس واجتماع وعلماء دين ، لتحليل ظاهرة التطرف ومعرفة خطرها، كذلك العمل على حل مشكلة البطالة التي قد يقع نتيجة لها بعض الشباب في براثن معتقدات زائفة ، فعندما نجد فرص عمل للأبناء لا تمتصهم هذه التيارات الخطيرة.