الطفل محمد الشيخ

"العنكبوت الخارق " او الـspider boy مصطلحان أطلقا على الطفل محمد الشيخ من سكان مدينة غزة والذي يبلغ من العمر12 عاماً، حيث أبدى موهبة استثنائية في ليونة جسده وادائه لحركات رياضية تجذب الانظار وتؤهله للشهرة العالمية ولدخول موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية، ومن بين هذه الحركات لفُّ جسمه حول نفسه اكثر من ثلاثين مرة خلال دقيقة واحدة مع ابقاء صدره ثابتا على الارض.

ويقول المدرب محمد لبد الذي أكتشف موهبته قبل عامين :"إن محمد نجح في تحقيق الرقم القياسي لأربع حركات لم يسجلها احد قبله.. وقد ارسلنا مقاطع مصورة له وفق مواصفات دولية، ورد المسؤولون في "غينيس" بالايجاب، وبدأ اجراءات التسجيل الرسمي". وتوقع المدرب ان "يتوج محمد بطلا للعالم" في أية منافسة يشارك فيها.

ويضيف المدرب: أن "بقاء محمد في غزة من دون سفر للخارج يعني دفن موهبته التي لا مثيل لها بين اقرانه في العالم، عشاق هذه الرياضة سيتمتعون بآداء محمد، انه يحتاج فرصة للسفر والاحتضان في نادٍ اوروبي".

ويشكو المدرب محمد لبد من نقص في الادوات اللازمة لهذه الرياضة في غزة والضرورية لجعل تلميذه يتقدم في مجال الحركات البهلوانية. ويقول: "نشاهد حركات رياضية تؤديها بطلة تركيا او بطل روسيا عبر قناة "يوتيوب" ويقلدها محمد بنجاح، بل يؤدي حركات جديدة فريدة من نوعها".

هذا وشارك محمد الشيخ في برنامج المواهب "ارابز غوت تالنت" الذي تبثه قناة "ام بي سي"، وحصل على 14 مليون صوت، لكن اسرته رفضت ابرام عقد حصري مع شركة متخصصة يوجب ان يقيم ابنها عشر سنوات في الخارج ليحظى بمدربين محترفين وناد يؤهله تقديم عروض في مهرجانات ومنافسات عربية وعالمية.

ويقول الطفل محمد الذي تنحدر عائلته من مدينة يافا: "انا سعيد جدا لنجاحي بتسجيل ارقام في غينيس".لكن الحصار المفروض على قطاع غزة منذ سنوات يصعب الامور وخصوصا السفر.

ويضيف محمد: هناك "كثير من العرب والاجانب يشجعونني بوضع لايك (اعجاب) على صوري على "فيسبوك"، انا حزين لانني لا استطيع اللقاء بهم والتواصل مع العالم" بسبب اغلاق المعابر.

ويهتف محمد الشيخ الذي كان يرتدي بدلة رياضة مزركشة "اريد ان ارفع اسم بلدي في السماء، سأكون بطل العالم".

ومع ان محمد لا يتوقف عن ممارسة رياضته في الشارع او المدرسة، الا ان تحصيله التعليمي لم يتأثر سلبا، ويحظى الطفل بشعبية كبيرة بين زملائه، ويقلده الكثير من اقرانه.

ويحب محمد التدريب على شاطئ البحر الذي يبعد مئات الامتار عن منزله في منطقة تل الهوى غرب مدينة غزة، ويقفز بطريقة مدهشة من فوق الحصان وهو يجري بسرعة، كما يؤدي حركات بهلوانية وهو يركب على ظهر الجمل وسط تصفيق من المارة الذين يتفرجون باعجاب.

وتقول حنان والدة الطفل : "نريد ان يوقع عقدا لترى موهبته النور والعالمية، لكننا نخاف عليه، كيف يمكن ان يعيش محمد في الخارج وحده وهو طفل".

وتوضح والدته ان اتصالات مكثفة اجريت مع مكتب الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس اللجنة الاولمبية "لاستصدار تصريح اسرائيلي لسفري انا ومحمد".وتقول: "نأمل ان يتبنى الرئيس ابني محمد لتنمية موهبته وتمكينه السفر للعروض والمسابقات في الخارج".

وتفخر السيدة بابنها الذي تراه "بطلا عالميا"، وتأمل ان "يتمكن من اثبات موهبته النادرة جدا وقدرته الخارقة في منافسات عالمية