وزير الرياضة السابق العامري فاروق

تعدّدت أسباب التحوّل في آراء مشاهير الوسط الرياضي المصري تجاه الحياة السياسية، لاسيما بعد أن سارعت الغالبية منهم إلى الإعلان عن تأييد الدستور الجديد. ويرى المحللون للمشهد أنَّ الغريب في الأمر أنّ عددًا كبيرًا من الرياضيين المحسوبين على جماعة "الإخوان المسلمين"، التي سقطت بعد ثورة "30 يونيو"، قد صوّتوا بـ"نعم" على الدستور، في مفاجأة لم يتوقعها أحد، ولا يعرف أسبابها إلا أصحابها.
وصوّت وزير الرياضة السابق العامري فاروق بـ"نعم"، مؤكدًا أنَّ "موقفه نابع من رغبته في تحقيق الاستقرار لمصر"، ومشدّدًا على أنّ "الدستور الجديد يضمن حياة كريمة لجميع المواطنين، ويشمل متطلبات النهضة الحقيقية لمصر كافة"، وجاء موقفه على الرغم من كونه وزير سابق في حكومة "الإخوان"، وتقدم باستقالته من الحكومة قبل ساعات قليلة من الإطاحة بحكم الرئيس السابق محمد مرسي، وتولي الحكومة الموقتة.
وكان ثاني الأسماء التي فجّرت مفاجأة كبيرة مدير الكرة في النادي "الأهلي" لكرة القدم سيد عبدالحفيظ، والذي يعتبر من أبرز الكوادر الرياضية التي تؤيد جماعة "الإخوان"، حيث تواجد في اعتصام "رابعة العدوية"، وكان من أشد الداعمين للجماعة، غير أنَّ موقفه تغيّر في الساعات الأخيرة، بعدما صرح بأنه مؤيد للدستور الجديد، وصوّت عليه بـ"نعم"، موضحًا أنه "فعل ذلك بغية المساعدة في خروج مصر"، مما وصفه بـ"النفق المظلم"، ولـ"رغبته في عودة الحياة إلى طبيعتها".
ولم تتوقف الأمور عند ذلك، وإنما وصلت إلى تغاضيه عن توقيع غرامات مالية على لاعبي الفريق، بعدما أعلن أكثر من واحد منهم تأييده الصريح للدستور الجديد، ومنهم أحمد شديد قناوي، وأحمد خيري، وحسام عاشور، وشريف إكرامي، وعبدالله السعيد، على الرغم من قيام مدير الكرة، في وقت سابق، بالتنبيه على الجميع بعدم الإفصاح عن مواقفهم السياسية، لاسيما من قضية الدستور، بغية تجنب وضع النادي في مواقف محرجة مع الدوائر السياسية.
وفي الوقت الذي تحجج فيه نجم "الأهلي" المعتزل محمد أبوتريكة بالسفر إلى المملكة العربية السعودية لأداء مناسك العُمرة، بغية الهرب من مواجهة الاستفتاء، أعلن عدد كبير من الرياضيين دعمهم الصريح للتعديلات، منهم أحمد حسن، وعزمي مجاهد، وكمال درويش، وهاني سعيد، وغيرهم ممن لم يجدوا أيّ حرج في الإعلان عن مواقفهم تجاه الوضع السياسي الراهن.
وتعاملت الأوساط الرياضية والسياسة مع مواقف الرياضيين المؤيدة للدستور بشكل عادي، فيما كان الوضع سيختلف كثيراً لو أنَّ أحد المعترضين خرج ليعلن رأيه صراحة، ويرفض ما جاء في الوثيقة الدستورية الجديدة، لاسيما أنَّ المعارضين لم يعلنوا عن ذلك صراحة، بسبب وجود مزاج عام لدى قطاع كبير من الجماهير المصرية نحو تأييد خارطة الطريق، التي أفرزت الاستفتاء، ولم يخرج أحد لينتقد دخول الرياضيين على الخط، ومزج السياسة مع الرياضة، بسبب التصويت بـ"نعم".
وهناك قائمة من الرياضيين صوتت بـ"لا"، أو امتنعت عن المشاركة من الأساس، ولكنها فضّلت عدم التصريح بذلك، ومنهم مدافع "الأهلي" شريف عبدالفضيل، وعضو مجلس إدارة اتحاد الكرة حمادة المصري، والحكم الدولي حمدي شعبان، ولاعب "إنبي" السابق سمير صبري، ومدرب "الترسانة" شاكر عبدالفتاح، ومدرب عام "الزمالك" عبدالحليم علي، وحارس مرمى "حرس الحدود" علي فرج، وعدد كبير من الرياضيين في منتخبات الكونغ فو، والتايكوندو، الذين سبق لهم الإعلان عن تأييد جماعة "الإخوان".