وزير الرياضة طاهر أبو زيد

القاهرة – حسام السيد استمرَّت الرِّياضة المصريَّة في التصاقها بالسِّياسة، ورفضت تمامًا الابتعاد عنها، رغم التَّشدُّق بضرورة فصل السِّياسة عن الرِّياضة، وبعد ما سبَّبته في عام 2013 من أزمات عديدة، كان أبطالها رياضيِّين تصدروا المشهد السياسي ومنهم لاعب النادي "الأهلي" أحمد عبد الظاهر، الذي كان حديث العالم برفعه إشارة رابعة العدوية لدعم جماعة "الإخوان المسلمين" في نهائي دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم، وما ترتَّب عليه من عقوبات صارمة ضده، والأمر ذاته بالنسبة لبطل الكونغ فو محمد يوسف وبطل الكاراتيه تامر عبد الرؤوف وغيرهم، وجاء طرح الاستفتاء الجديد على تعديلات الدُّستور المصري لتمنح الفرصة مجدَّدًا لنجوم الرِّياضة في العودة إلى السَّاحة من جديد، فيما توجد مفارقة غريبة، وهي أن عدد كبير من الدَّاعمين لدستور 2014 هم من خرجوا للاعتراض على دستور 2012.
وقبل ساعات من طرح الوثيقة الدستورية لعام 2014 يومي 14 و15 كانوان الثاني/ يناير، حرصت وزارة الرياضة المصرية على الدعوة لمؤتمر صحافي في الصالة المغطاة في استاد القاهرة الدولي لحشد التصويت بـ "نعم" على الدستور مع توجيه الدعوة لأعضاء لجنة الخمسين في مقدمتهم الدكتور عمرو موسى لحضور المؤتمر الذي ينعقد يوم الأحد قبل ساعات قليلة من الاستفتاء وسط دعوات كبيرة للتواجد ودعوة الجميع لدعم الدستور الجديد، ويرغب طاهر أبو زيد في حشد أكبر قدر من الرياضيين الداعمين للدستور لتحسين صورته أمام مجلس الوزراء والقيادة السياسية، بعدما دخل في عدة أزمات مع الأندية والمؤسسات الرياضية في مصر، خصوصا أن القيادة السياسية تدعو إلى التصويت بنعم من خلال حملات في التلفزيون والصحف ومواقع الإنترنت ونجحت في استقطاب عدد كبير من القنوات التابعة لها.
وإلى جانب أبو زيد يتواجد أكثر من شخصية رياضية تدعم الدستور بتعديلاته الجديدة بسبب مواقف مناهضة لجماعة "الإخوان المسلمين" ومن بينها مدير إدارة الإعلام في الاتحاد المصري لكرة القدم عزمي مجاهد، الذي أكد أنه "دستور مثالي ويلبي طموحات جموع الشعب المصري".
وأكد مجاهد أنه "سيعمل على دعوة المحيطين به للتصويت بنعم لضمان الاستقرار للبلاد، فيما أرجع البعض موقفه إلى دعمه السابق للمرشح الرئاسي أحمد شفيق خلال الانتخابات الرئاسية الماضية، بالإضافة إلى قيام نجله أمير عزمي بارتداء قميص يحمل عبارات تأييد لوزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسي".
ويؤكد الإعلامي ونجم الكرة السابق أحمد شوبير أن "الدستور الحالي يفي بالكثير من احتياجات المصريين ويمثل نقلة لمصر من دستور الجماعة الواحدة إلى دستور يعزز قيمة الوطن بشكل عام ولا يكرس لتدعيم جماعة بعينها عن بقية فصائل الشعب، وألمح إلى رضاه التام عن المواد التي جاءت به بفضل تواجد الدكتور عمرو موسى على رأس اللجنة التي أجرت التعديلات".
ويبرز رئيس اللجنة الأولمبية المصرية المستشار خالد زين كأحد الداعمين للتصويت بنعم، معددًا مزايا الوثيقة الدستورية الجديدة، ووصل الأمر إلى حد تنظيم مؤتمر صحافي كبير لتعريف الرياضيين بالإيجابيات التي يحملها الدستور الجديد وضرورة الحشد للتصويت بالموافقة عليه لضمان الاستقرار للنشاط الرياضي ودفع مصر نحو الأمام، بإنهاء الدستور والتفرغ بعد ذلك للانتخابات البرلمانية والرئاسية.
ويرى نجم النادي "الأهلي" السابق زكريا ناصف أنه "من الواجب على كل مواطن مصري أن يذهب إلى صناديق الاقتراع للتصويت على الدستور سواء بنعم أو بلا باعتبار أنه حق لكل مواطن وواجب عليه في بناء مستقبل مصر، وفي الوقت ذاته أكد أن وضع مادة محترمة للرياضة في الدستور الجديد يجعله من أشد المنحازين للتصويت عليه بنعم، بعد أن وجد اهتماما كبيرا من لجنة الخميسن بآراء الرياضيين خلال جلسات صياغة الدستور المعدل".
وأكد رئيس نادي النصر السابق الدكتور عمرو عبد الحق أن "التصويت بنعم سيخدم مصالح الشعب المصري، خصوصا أن الدستور الجديد حرر المصريين من قبضة جماعة الإخوان". وأشار إلى أن "أهم ما يعجبه كأحد أسرة الرياضة المصرية أن التعديلات ألزمت الدولة برعاية الموهوبين رياضيا ومساعدتهم في تحقيق البطولات وأن تنتقل اللوائح للتواكب مع النظام العالمي، وأن كل هذه الميزات تجعله يتجه للتصويت بنعم".
وهناك فريق آخر من الرافضين للدستور الجديد ولديهم نية في التصويت بلا ويضم أمساء من عينة هادي خشبة ومحمد عامر وسيد عبد الحفيظ ومحمد أبوتريكة وهاني العقبي وربيع ياسين وناصر صادق وأحمد عبد الظاهر وحمدي شعبان وياسر الجيزاوي ومحمد يوسف وتامر عبد الرؤوف وغيرهم ولكنهم احتفظوا بمواقفهم لأنفسهم دون التصريح عنها علانية.