وفاة رئيس وزراء إسرائيل الأسبق ارئيل شارون

غزة – محمد حبيب أعلن مستشفى شيبا في تل هشومير، بعد ظهر السبت، عن وفاة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، أرئيل شارون، عن عمر يناهز 86 عاما، بعد غيبوبة استمرت قرابة ثمانية أعوام. وكان شارون عانى خلال الساعات الـ24 الأخيرة من تسمم في الدم، ولم يتم الخروج إلى بيان رسمي كعادة إدارة المستشفى في الأسبوع والنصف الأخير منذ تدهور حالته الصحية، ما رجّح أن أمامه ساعات حتى الوفاة.
وكان الأطباء في مستشفى "شيبا" تل هشومير، بالقرب من تل أبيب، قالوا الجمعة إِنّ حالة رئيس الوزراء الـ11 لإسرائيل، تواصل التّدهور وتعتبر حرجة للغاية، وإنّ الموت يهدد حياته في كل لحظة جرّاء توقف معظم أعضاء جسمه عن أداء وظائفها وتسمّم دمه.
كان رئيس الموساد السابق، مائير دغان، قام الجمعة بزيارة شارون في المستشفى، ولم يدل بتصريحات في نهاية الزيارة. علما أن نجليه غلعاد وعومري شارون لا يبرحان سريره، بالإضافة إلى ابنه بالتبني روني سحيّق، وكذلك سائقه جيلبر كوهين. وقد بدأت أعضاء شارون التوقف عن أداء وظائفها بصورة تدريجية قبل أسبوع ونصف.
وكان شارون أصيب بجلطة دماغية خفيفة عام 2005. وفي 4 يناير/كانون الثاني 2006 أصيب بجلطة دماغية ثانية ما أدى إلى دخوله في غيبوبة تامة. وحين اتضح أنّه لا يستطيع أن يقف على رأس حزب “كاديما” الذي أسّسه بعد انفصاله عن الليكود، في الكنيست الـ17، تلقى إيهود أولمرت رئاسة الحزب بصفته قائما بأعمال رئيس الوزراء.
شارون يبلغ من العمر 86عاما وهو يخضع للعلاج في مستشفى "شيبا" منذ إصابته بالجلطة الدماغية القوية. في شهر سبتمبر/أيلول 2013 أجريت له عملية جراحية في بطنه. وقد طرأ تحسن ملحوظ على صحة شارون الذي تم نقله لفحص دماغي (MRI) وأجري له فحص بالرنين المغناطيسي في مستشفى "سوروكا" في بئر السبع، وبعد عودته إلى مستشفى تل هشومير، أفادت مصادر طبيّة أنّه لا تحسن على وضعه الصحي.
وعرف شارون بدمويته منذ أن كان عسكرياً، فقد ارتكب العديد من المذابح والجرائم ضد الفلسطينيين، حيث تعد مذبحة صابرا وشاتيلا من أهم المحطات فى حياته، فقد صممها وأمر بتنفيذها وسهل للجناة فعلتهم وفتح لهم الطريق بعد احتلال بيروت عام 1982، وكانت مذبحة مروعة قتل وذبح فيها نحو 1500 من النساء والرجال والأطفال، رغم أن الإحصائيات تفاوتت، فأوصلها البعض إلى 3500 شخص، وتم التمثيل بالجثث وبقر البطون، وقطع الأطراف، واغتصاب النساء والفتيات بشكل متكرر.
كما أمر باغتيال الشيخ أحمد ياسين، وغيره من رموز المقاومة كالشيخ عبد العزيز الرنتيسي، وهو ايضا من انسحب من قطاع غزة في خطوة احادية الجانب عام 2005.
وجاء في كتاب "شارون- سيرة حياة قائد"، لنجله جلعاد عن حجم الهزيمة التي تكبدتها قواته في معركة القسطل الشهيرة التي استشهد فيها القائد الفلسطيني عبد القادر الحسيني.
ويصف الكتاب معركة القسطل بأنها من الأحداث الأكثر تأثيرا على شارون، حيث اصيب إصابة بالغة وأصدر تعليمات لجنوده بترك الجرحى في ساحة المعركة بمن فيهم هو نفسه.
وكتب شارون في مفكرته الشخصية: "كانت هذه أصعب التعليمات العسكرية التي أصدرتها في حياتي. نظرت إلى الجرحى وعرفت أنني أنظر إليهم للمرة الأخيرة. لم يكن مناص اردت إنقاذ القليلين الذين نجوا".