الوفد الافريقي يؤكد علمه بغضب مصر من إستمرار غياب نشاطها عن الإتحاد الإفريقي

أكد رئيس وفد الحكماء الافريقي عمر كوناري أن الوفد يعلم تماما مدى الألم والغضب اللذين يلمسهما من الحكومة والمعارضة ومختلف القوى السياسية والمجتمع المدني في مصر من استمرار غيابها من أنشطة الاتحاد الافريقي، مشيرا إلى أن هناك ادراكاً متزايداً لضرورة اعادة النظر في القواعد والمواثيق الافريقية المعمول بها حتى تأخذ في الاعتبار الثورات الشعبية.
وأعرب رئيس الوفد الذي يزور مصر حاليا، عن قناعة الوفد بأن ما حدث في 30 حزيران/يونيو لم يكن انقلاباُ عسكريا وانما ثورة شعبية، وأنه يتعين على الاتحاد الافريقي خلال الأسابيع والشهور المقبلة مراجعة هذه المواثيق الافريقية للأخذ فى الاعتبار الثورات الشعبية بعد التجربة المصرية.
وبحسب بيان صحافي، رحب الوزير المصري نبيل فهمي خلال اللقاء أمس الاثنين بالوفد، مؤكدا أن استقبال مصر للوفد للمرة الثالثة يعكس مدى حرصها على التعاون الكامل مع أشقائها الأفارقة لطي صفحة الماضي والنظر الى الأمام وإعادة النظر في القرار السابق لمجلس السلم والأمن الأفريقي.
وأشار كوناري إلى أن نشاط الوزير فهمي المكثف في إفريقيا والعالم نجح في إعادة مصر الى أفريقيا، خاصة مشاركتها الأخيرة في القمة الاوروبية الافريقية الرابعة ومن قبلها فى قمة الكوميسا وتجمع الساحل والصحراء، وانه يتطلع ان يتوافر توافق افريقى قريباً، وكرر كونارى ان الوضع الراهن يمثل خسارة مشتركة لكلٍ من مصر وافريقيا وانه يتعين ان تعود مصر لممارسة دورها التاريخي والريادي في القارة، خاصة وان افريقيا تواجه تحديات هائلة لا يمكن مواجهتها الا بدور مصرى فاعل وريادي استكمالا لدورها التاريخى فى الخمسينيات والستينيات فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر ودعمها الكامل لكل حركات التحرر الوطني، وتحقيق الوحدة الإفريقية.
ومن جانبه أثنى رئيس وزراء جيبوتي الأسبق على الخطوة الكبيرة الخاصة بالاستفتاء على الدستور، وقرب اجراء الانتخابات الرئاسية فالبرلمانية بما يؤدي إلى استكمال تنفيذ خارطة الطريق، موضحا ان الوفد لمس عن قرب مدى الغضب الرسمى والشعبى من الاجراء الافريقى ، منوها بان الزيارة الحالية واللقاءات الهامة التى اجراها الوفد جعلت مصر اقرب الى العودة لممارسة دورها الريادى فى الاتحاد الافريقى وفتح صفحة جديدة فى التعاون والعودة للعائلة الافريقية.
وقدم فهمي الشكر للوفد على عبارات التقدير لمكانة مصر الافريقية والتفهم لحقيقة الأوضاع فيها، مؤكدا أن مصر بعد ثورة 30 حزيران/يونيو اتخذت قراراً استراتيجياً بالتحرك الفعال فى افريقيا وتأكيد جذورنا الافريقية واحياء الدور المصرى فى القارة، وليس مجرد رد فعل تكتيكي على قرار معين، مجدداً العزم على استمرار مصر في أداء رسالتها تجاه اشقائها في إفريقيا .