لحظة دخول "حماس" منزل الرئيس الراحل ياسر عرفات

نفى القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، صلاح البردويل، أن "يكون منزل الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، أو ما فيه من مقتنيات محتجزًا من الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة". وأكَّد أن "المنزل بمقتنياته كافة يحظى برعاية خاصة، وحماية مُشدَّدة من حكومة غزة"، موضحًا أن "حماس" التي تدير شؤون القطاع، عملت منذ البداية على تأمين وحماية كل ما يتعلق بمنزل الرئيس الراحل ياسر عرفات".
وانتقد البردويل، بشدة "الأطراف التي تتحدث عن أن منزل الرئيس الراحل، ياسر عرفات، محتجز لدى أجهزة أمن الحكومة في غزة، وطلب مدير عام "مؤسسة ياسر عرفات"، أحمد صبح، الإفراج الفوري عن مقتنيات المنزل لعرضها في متحف "ياسر عرفات"، المقرر افتتاحه في 11 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل".
وقال البردويل، "منذ اللحظات الأولى للحسم في غزة، كانت عناية "حماس" بمنزل أبوعمار، وجميع محتوياته عناية خاصة، حتى عندما تمكَّن بعض البلطجية من اختراق المنزل وسرقة بعض محتوياته، تمت ملاحقتهم، وإعادة المحتويات إلى المنزل، وتلقت الحكومة إشادة من عائلة الراحل أبوعمار في هذا الخصوص، وبالتالي الذين يتحدثون عن أن منزل أبوعمار محتجز لدى الأجهزة الأمنية، هؤلاء مُتسلِّقون، ولا يقولون الحقيقة، فـ"حماس" تحمي المنزل ومقتنياته ولا تحتجزه".
وعن مصير منزل أبوعمار، أضاف البردويل، "لم يطلب منا أحد أن نُسلِّمه منزل أبوعمار، ولا نعرف الجهة التي ستتسلمه، ونحن نعتقد أن ذلك بحاجة إلى حسم مجموعة من الأسئلة؛ هل ميراث أبوعمار شخصي يجب تسليمه إلى عائلته، أم ميراث لحركة "فتح"، أم ميراث لمنظمة التحرير الفلسطينية، أم ميراث للشعب الفلسطيني؟ والإجابة على تلك الأسئلة مهمة، ولا يمكن حسمها إلا في ظل حوار وطني مؤسساتي بين الجميع".
من جانبها، أكَّدت أرملة الشهيد القائد، أبوعمار، سهى عرفات "أم زهوة"، في تصريحات صحافية، أن "بيت أبوعمار في غزة ليس رهينة، في يد "حماس"، وأنا وابنتي زهوة، لدينا مطلق الحرية للتصرف به، باعتباره ملكًا شخصيًّا".
وأضافت سهى عرفات، "بعد اندلاع الأحداث المؤسفة في غزة بالاقتتال الداخلي والانقسام، قام رئيس وزراء حكومة "حماس"، إسماعيل هنية "أبوالعبد"، بزيارة بيت أبوعمار، وأمر فورًا بإجراء الإصلاحات اللازمة بعد إلحاق بعض الضرر به، نتيجة الفوضى آنذاك، واتصل بي هاتفيًّا، وكذلك الدكتور محمود الزهار، والدكتور باسم نعيم، وأبلغوني، مشكورين، رسالة واحدة، إن "بيت أبوعمار في الحفظ والصون، وتحت تصرفك وابنتك زهوة، في أي وقت، بكل مقتنياته الشخصية والسياسية".
وتابعت سهى عرفات، إن بيت أبوعمار خارج إطار المناكفات السياسية، والمقتنيات السياسية تستطيع السلطة الحصول عليها، أما المقتنيات الشخصية، فلا يحق لأحد التحدث عنها".
وكان مدير عام "مؤسسة ياسر عرفات"، أحمد صبح، طالب حركة "حماس"، بـ"الإفراج الفوري عن المقتنيات الشخصية للزعيم أبوعمار، التي قال بأن أجهزة "حماس" تحتجزها في منزله ومكتبه في قطاع غزة"، مشيرًا أن "حماس" لا تزال تسيطر على مكتب ومنزل الرئيس الراحل ياسر عرفات منذ انقلابها على الشرعية في غزة"، حسب تعبيره.
وأضاف صبح، في حديث إلى إذاعة "موطني" الفلسطينية المحلية، الإثنين، إن "مقتنيات أبوعمار الشخصية ملك للشعب الفلسطيني الذي من حقه أن يرى تلك المقتنيات في "متحف ياسر عرفات" المقرر افتتاحه في 11 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل"، مشيرًا إلى أن "مؤسسة ياسر عرفات استطاعت أن تحصل على مقتنيات الشهيد أبوعمار من تشيلي إلى أندونيسيا"، حسب قوله.
وبشأن الحوار الوطني؛ جدَّد البردويل، استعداد "حماس" للجلوس إلى اللجنة التي شكَّلها الرئيس محمود عباس، أخيرًا للذهاب إلى غزة، وبحث ملف المصالحة، وقال: "على الرغم من أن تلك اللجنة تم تشكيلها من طرف واحد، أي من طرف حركة "فتح" ورئيسها محمود عباس، مع ذلك نحن سنجلس إليها وسنستمع إلى ما تقوله، ونحن منفتحون على أية مبادرة من شأنها إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة القائمة على قاعدة التمسك بالحقوق والثوابت"، على حد تعبيره.
من جهته، أكَّد أمين سر المجلس الثوري لحركة "فتح"، أمين مقبول، أن "المصالحة الفلسطينية هي إستراتيجية وطنية عليا للشعب الفلسطيني، وثابتة لدى الرئيس محمود عباس وحركة فتح، وأن الرئيس عباس قدَّم مبادرات كثيرة قبل وأثناء المفاوضات من أجل إنهاء الانقسام"، نافيًا ما يقال بأن ملف المصالحة بالنسبة للرئيس هو ورقة ضغط يستخدمها ضد "إسرائيل".
وأضاف مقبول في تصريح صحافي، مساء الإثنين، أن "مهمة لجنة المصالحة التي ستزور غزة قريبًا واضحة، وهي التفاهم مع حركة "حماس" على تنفيذ المصالحة بإجراء الانتخابات، وتشكيل حكومة موحدة" معتبرًا "ترحيب حركة "حماس" باللجنة والحوار معها هو مؤشر نجاح".
وتمنى أمين سر المجلس الثوري لحركة "فتح"، من "حركة "حماس" عدم وضع العراقيل أمام اللجنة، كونها تعرف مهمة اللجنة"، معتبرًا أن "حديث حركة "حماس" عن "منظمة التحرير"، والاعتقال السياسي، والحريات وغيرها، هو رد سلبي، ما يعني أن "حماس" غير جاهزة للمصالحة".
وعن ملف الاعتقال السياسي، قال مقبول؛ "للأسف، الاعتقال السياسي موجود، ولكن يُضخَّم من قِبل حركة "حماس" في كل خطوة نحو إنهاء الانقسام، ويصبح هو الموضوع الأول للتشويش على أجواء المصالحة"، واصفًا من يقول أن "الكرة في ملعب حركة "فتح" لتحقيق المصالحة بأنه أحد معوقاتها".