مفاوضات مع الجامعة لاعطاء المقعد السوري في قمة الكويت الى المعارضة

حظيت المعارضة السورية في الساعات الماضية بجرعة دعم قوية مع اعلان المجلس الوطني السوري المعارض بعد اجتماعات في اسطنبول استمرت يومين، قراره بالعودة الى صفوف الائتلاف الوطني بعدما كان غادره قبل نحو شهرين على اثر الخلاف حول قرار المشاركة في مفاوضات جنيف2 مع الحكم السوري. ومع هذا التطور السياسي الجديد يستعد "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" لخوض معركة ديبلوماسية تبدو محسومة سلفاً لمصلحته في الايام المقبلة مع النظام السوري وساحتها ستكون هذه المرة جامعة الدول العربية والمقعد السوري الخالي فيها منذ تعليق عضوية سوريا في الجامعة في 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2011.
وكشفت أوساط الائتلاف أن نقاشاً يجري مع الجامعة وأمينها العام نبيل العربي من أجل اعطاء المقعد للائتلاف السوري المعارض، وذلك تمهيداً لمشاركته رسمياً في القمة العربية في دورتها الرابعة والعشرين المنتظرة في الكويت في 25 آذار/مارس الجاري و26 منه، وأن معظم دول الجامعة لا تعارض هذا الأمر. وتتوقع أوساط الائتلاف أن يحسم الموقف خلال لقاء وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم في مقر الأمانة العامة للجامعة العربية بالقاهرة في 5 آذار/مارس الجاري و6 منه.
وعلم أن الائتلاف السوري يرشح المعارض هيثم المالح مندوباً في القمة العربية. وتحدثت أوساط في اسطنبول عن تلقي أعضاء الهيئة رسائل الكترونية من قيادة الائتلاف تدعوهم للتصويت للمالح في حال اتخاذ المجلس الوزاري العربي قراراً بذلك.
وسط ذلك أكدت مصادر في باريس أن لا موعد قريباً لجولة مفاوضات جديدة في جنيف بين وفدي الحكومة والمعارضة، مشيرة الى ان هذه المفاوضات وصلت الى طريق مسدود بسبب الخلافات الكبيرة بين الوفدين حول اولوية المواضيع و الحلول المقترجة. وفي انتظار ما سينتج من اللقاء المتوقع منتصف آذار الجاري بين الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سورية الأخضر الابرهيمي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون وعرض الابرهيمي تقريره امام مجلس الأمن، يستعد الطرفان السوريان عسكرياً لتحسين المواقع كل في منطقة يعتقد أنه قادر على الحسم فيها، فالنظام يحضر لمعركة فاصلة في القلمون، فيما تستمر تحضيرات المعارضة العسكرية في الجنوب السوري (الحدود مع الاردن). وأبلغت اوساط الائتلاف السوري أن اقامة منطقة آمنة في الجنوب "تؤدي الى توسيع حركة الجيش السوري الحر باتت ضرورة" بعد تعنت النظام في جنيف وإصراره على قطع الطريق على أي تقدم في المفاوضات.
ومع تأكيد هذه الأوساط أن اتصالات مكثفة تجري مع "الدول الحليفة" لاقناعها بتزويد "الجيش السوري الحر" سلاحاً مضاداً للطيران لانه"من دونه لن تنجح أي هجمات في تعديل موازين القوى"، صرح المعارض السوري برهان غليون بأن "الميدان هو الفصل" وأن "على الدول الحليفة والصديقة أن تقتنع بتقديم دعم عسكري للجيش الحر قادر على تعديل موازين القوى وخصوصاً من خلال تزويده سلاحاً متطوراً وفرض منطقة حظر جوي".
ورأى "أن العودة الى المفاوضات باتت صعبة في المرحلة الحالية، خصوصاً أن الروس ابلغونا خلال مفاوضات جنيف أن لا مجال للحديث عن تشكيل الهيئة الانتقالية". ولاحظ أن الموقف الروسي المصر على بقاء نظام الاسد قبل أحداث اوكرانيا سيزداد اصراراً بعد هذه الأحداث، مشيراً الى أن "الروس يراهنون اليوم على تقدم قوات النظام في الميدان وعلى قدرته على الحسم العسكري".