الألعاب الأولمبية الشتوية تنطلق اليوم في منتجع "سوتشي" الروسي

تنطلق اليوم الجمعة دورة الالعاب الأولميية الشتوية في منتجع "سوتشي" الروسي وسط اجراءت أمنية مشددة، وأجواء من الارتياح والترقب في الوقت نفسه. فبعد أشهر طويلة من هيمنة الأحداث السياسية على جدول أعمال الدورة الأولمبية الشتوية، يتحول التركيز مجددا على الرياضات الجليدية والثلجية، وذلك عندما يعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انطلاق الدورة خلال مراسم الافتتاح التي تقام في ملعب "فيشت ستاديوم" .
ويرى كثيرون أن دورة "سوتشي 2014" هي "دورة بوتين"، وذلك في ظل دعوات بمقاطعة الأولمبياد، والمخاوف من وقوع أعمال إرهابية، وانتقادات بسبب ارتفاع تكاليف الإنشاءات، والعديد من القضايا الأخرى السلبية التي تصدرت أخبارها عناوين الصحف.
وقد أسفر هذا كله عن غياب واضح لبعض الزعماء عن حفل افتتاح البطولة الذي بلغت تكاليف إقامته نحو من 750 مليون دولار. ويتوقع حضور أكثر من 40 رئيس دولة وحكومة مراسم الافتتاح، لكن الرئيس الأميركي باراك قرر أوباما عدم الحضور. وأرسلت الولايات المتحدة بعثة ذات مستوى منخفض. وتزايدت حدة التوتر قبل إقامة البطولة بأسابيع، حيث وقعت هجمات إرهابية في مدينة فولغوغراد في ديسمبر/كانون الأول الماضي، نفذها متشددون من منطقة القوقاز، هددوا بتنفيذ مزيد منها خلال الفعاليات الأولمبية.
ويأمل الألماني توماس باخ، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الجديد، في أن تعود الدورة إلى أحضان الرياضيين مرة أخرى، حيث قال إن دورة الألعاب الأولمبية تقام من أجل الرياضيين، والأولمبياد الشتوي بات مستعدا لاستقبال أفضل رياضيي الألعاب الشتوية في العالم".
ويعتبر أولمبياد سوتشي أول دورة أولمبية تقام في عهد توماس باخ الذي خلف البلجيكي جاك روج في رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية في سبتمبر/ أيلول الماضي، والذي أعلن دعمه لاستضافة روسيا للأولمبياد، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن الأولمبياد يحتاج لدراسة لتأثيره في المجتمع. وأوضح باخ، كما جاء في تقرير الوكالة الألمانية من سوتشي، أن إقامة أول أولمبياد شتوي في روسيا ستكون علامة فارقة، حيث يشارك عدد كبير من الرياضيين من 87 دولة في المسابقات، وهو رقم قياسي جديد للأولمبياد الشتوي، وكذلك يتابعه أكثر من 200 دولة للدورة عبر شاشات التلفزة، وهو رقم قياسي آخر.
ويأمل الرئيس الروسي أن تمضي البطولة التي تستمر أسبوعين ونصف الأسبوع دون ما يعكر صفوها، قبل أن يتم إطفاء الشعلة في 23 فبراير/ شباط الحالي، وتسليم علم الدورة إلى مدينة بيونغ تشانغ الكورية الجنوبية التي تستضيف الأولمبياد الشتوي عام 2018. وتبدو الظروف مثالية أمام الرياضيين للتألق حيث من المتوقع أن تكون حالة الطقس مستقرة نوعا ما، حيث تأمل سوتشي في عدم حدوث مشكلات متعلقة بالطقس والتي شابت أولمبياد فانكوفر عام 2010.
ولدى روسيا حاليا قوة أمنية قوامها أربعون ألف رجل أمن منتشرون داخل الحديقة الأولمبية في سوتشي، وحولها وأيضا في جبال كراسيانا بوليانا. ودعمت الولايات المتحدة وفدها الرياضي المشارك في البطولة بسفينتين للبحرية الأميركية في البحر الأسود على متنهما 600 بحار. وعبر بعض المشرعين الأميركيين عن قلقهم بشأن الأمن في المنتجع المطل على البحر الأسود، لكن الرئيس الأميركي باراك أوباما قال إنه يعتقد أن "سوتشي" آمنة. وقال مسؤولو أمن أميركيون إنهم ليست لديهم معلومات بخصوص تهديدات محددة للولايات المتحدة الآن.
ومن جانبها، أصدرت الولايات المتحدة تحذيرا إلى المطارات وبعض شركات الطيران التي تسير رحلات إلى روسيا بمناسبة دورة الألعاب الشتوية يطالبها بفحص أنابيب معجون الأسنان التي قد تحتوي على مكونات لصنع قنبلة على متن طائرة. ولم يذكر المسؤول الأميركي عما إذا كانت معلومة استخباراتية هي التي أدت إلى ذلك التحذير الذي لم يعلن عنه للعامة أم لا.
تبقى الاشارة الى أن روسيا انفقت على استعدادات إقامة الدورة ما يقرب من 51 مليار دولار، وهو ما أثار عاصفة من الانتقادات ضد الحكومة الروسية من قبل بعض أعضاء في الحركة الأولمبية. وأثارت قضايا حقوق الإنسان، والأضرار البيئية، والفساد المستشري، والظروف البائسة لعمال البناء الذين عملوا في تشييد الملاعب، والضوابط الأمنية المشددة، علامات استفهام على خلفية إقامة الأولمبياد في روسيا. واحتاجت شركة "أداماس" الروسية لصناعة المشغولات الذهبية إلى ثلاثة كيلوغرامات من الذهب وطنين من الفضة و700 كيلوغرام من البرونز لصناعة 1300 ميدالية وتقديمها إلى منظمي أولمبياد سوتشي لتوزيعها على الفائزين بالمراكز المختلفة في 98 سباقا ومسابقة تشهدها الدورة.
واحتاجت كل ميدالية إلى 18 ساعة من العمل حيث تتضمن صناعتها 25 خطوة، أبرزها وأهمها زخرفة المعدن وتغطيته بمادة البولي كربونيت. ويبلغ قطر الميدالية عشرة سنتيمترات، وسمكها عشرة مليمترات، وتزن كل منها ما بين 460 و535 غراما. وحفرت دوائر العلم الأولمبي على واجهة الميدالية وشعار أولمبياد سوتشي واسم المسابقة على الوجه الخلفي. وحفرت كلمتا "أولمبياد شتوي" باللغات الإنجليزية والفرنسية والروسية بطول حافة الميدالية. وتبلغ نسبة الذهب في الميدالية الذهبية 1.34 في المائة فقط بينما تكون باقي النسبة من حجم الميدالية مكونة من 92.5 في المائة من الفضة و6.16 في المائة من النحاس.