الجيش اليمني يشتبك مع فصائل الحِراك الجنوبي

تدور حربٌ غير معلنة في المحافظات الجنوبية في اليمن، اُستخدمتْ فيها الأسلحة الثقيلة، والمتوسطة، والطيران الحربي، بعد أن فشل الجيش في السيطرة على الوضع، وشُكِّلتْ لجنة أمنية لمتابعة وسائل الإعلام اليمنية، ومراسلي الوكالات والصحف، والقنوات العربية والأجنبية في اليمن لتقييمها.
وهدَّد شقيق الرئيس اليمني، محمد هادي منصور، بمقاضاة الصحافيين والمراسلين، الذين يحاولون نقل أخبار غير صحيحة في ظل تكتم إعلامي شديد حيال المواجهات التي تدور في الجنوب.
وأكَّدت مصادر محلية في تصريحات خاصة لـ"العرب اليوم"، أن "اشتباكات عنيفة دارت أمس الأحد، في محافظة الضالع بين الجيش ومسلحين، اقتحموا معسكر قوات الأمن الخاصة، "الأمن المركزي سابقًا"، وهاجم المسلحون المعسكر بقذائف "الآر, بي. جى" والأسلحة الرشاشة، وتبادل الجنود إطلاق النار مع المهاجمين".
وأضافت المصادر، أنه "تم قصف بالدبابات لمواقع كان يتمركز فيها الجيش، وسيطر عليها مسلحو الحراك الجنوبي على مشارف المحافظة في محاولة لاستعادتها، بعد أن سقطت المحافظة بشكل جزئي في أيدي الحراك الجنوبي"، مشيرة إلى أن "صباح الإثنين شهد مهاجمة المجمع الحكومي، وسقط خلال المواجهات 17 شخصًا بين قتيل وجريح من الجيش والمهاجمين".
وأشارت المصادر إلى أنه "محافظة لحج شهدت اتساعًا في رقعة الاضطرابات، وشدة في المواجهات، بين الجيش وفصائل الحراك الجنوبي المُسلَّح، حيث هاجم مسلحون مبنى الإذاعة، في وقت متأخر من مساء أمس، وقاموا برفع علم الجنوب، على المبنى والسيطرة عليه، بينما سيطر أنصار الحراك على مبنى المعهد الصحي، وقاموا بقصف معسكر قوات النجدة، وقتل في تلك الهجوم 5 عسكريين وجُرح آخرين".
وتابعت المصادر، أن "قوات الجيش نشرت صباح الإثنين، الدبابات، والأطقم العسكرية بهدف حماية الممتلكات الحكومية، والسيطرة على الوضع الأمني، ونجا محافظ محافظة لحج، أحمد المجيدي، من محاولة اغتيال، بعد أن شن مسلحون هجومًا على حملة عسكرية كانت تسعى إلى تحرير مبنى الإذاعة، وأصيب بطلق ناري".
وتدخل الاضطرابات الشعبية في محافظات الجنوب يومها الرابع، حيث شهدت اشتباكات عنيفة في محافظة شبوة بين قبائل "الحمومة"، وقوات الجيش اليمني، استخدمت فيها الطائرات الحربية، التي قامت بقصف مراكز محصنة لقبائل شبوة، كنت تفرض حصارًا شديدًا على حقول نفطية، بالإضافة إلى إحدى المعسكرات، وخلفت خسائر ما بين قتل وجريح، ولم يعرف عددهم حتى الآن.
أما مدينة عدن لم تخلو من أعمال العنف أيضًا، حيث قام المحتجون، الإثنين، بغلق الطرقات في العاصمة، وإنجاح عصيان مدني، وأغلقت المرافق الحكومية والعامة كافة تحت تهديد السلاح من قِبل فصائل الحراك الجنوبي، واندلعت اشتباكات بين الأمن والمتظاهرين، عندما حاولت قوات الأمن فتح الطرقات .
وفي مدينة حضرموت، تجددت الاشتباكات في مديرية "الديس"، حيث استخدم في القصف أنواع الأسلحة كافة، بعد أن نجح أنصار الحراك الجنوبي في السيطرة على 3 مقرات أمنية في حضرموت، وسقوط أحد المعسكرات، وتم إخلاء الجنود بالقوة بعد اشتباكات ضارية وعنيفة، فيما تم أسر عدد آخر من الجنود.
وهاجم مسلحون من القبائل مقر الإذاعة ونقاط تفتيش على مشارف "سيئون"، بعد أن أعطيت للجنود مهلة للانسحاب، وقتل في الهجوم 6 عسكريين، ونهب 3 أطقم عسكرية، وأدت تلك الاشتباكات إلى نزوح المواطنين من بيوتهم، خوفًا من ضربات أخرى من المحتمل أن يشنها الجيش اليمني في الساعات المقبلة لاستعادة مقرات حكومية وأمنية يسيطر عليها الحراك الجنوبي.
ولا تزال الأوضاع في المحافظات الجنوبية متوترة، حيث تم نشرت قوات للجيش والشرطة معززة بالدبابات والأطقم العسكرية للسيطرة على تلك الأحداث، ولم تصدر وزارتي الدفاع والداخلية أي تصريح حتى الآن، ويكتفي القادة العسكريين في الجنوب في تصريحاتهم بالقول؛ "الوضع تحت السيطرة".
يذكر أن القبائل في شبوة جنوب شرقي البلاد، تسيطر على مواقع أمنية وحواجز ونقاط تفتيش، كان الجيش يتمركز فيها، وتم السيطرة عليها بعد معارك عنيفة مع الجيش.