وزير الخارجية الاميركي جون كيري

دافع وزير الخارجية الاميركي جون كيري بقوة عن الاتفاق النووي الموقت بين ايران ومجموعة الدول الغربية الست، وحض مساء الثلاثاء في شهادة له في الكونغرس على "عدم اقرار أي عقوبات اضافية تتعلق بالبرنامج النووي خلال فترة الاتفاق التي تستمر لستة اشهر". وقال امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب :" انا لا اقول لكم ابداً ونهائياً " في اشارة الى فرض عقوبات جديدة على ايران، "ولكن اذا لم يُطبق الاتفاق سوف نعود لكم لنطلب المزيد من العقوبات، ولكن ما اقوله هو ليس الان ".
وأشار كيري الى ان "الامن القومي للولايات المتحدة هو اقوى في ظل هذا الاتفاق الذي يشكل خطوة اولى مما كان عليه قبل الان"، وتابع " الامن القومي لاسرائيل هو اقوى الان مما كان عليه في اليوم الذي سبق الاتفاق، ومصالح دول الخليج والشرق الاوسط هي آمنة اكثر مما كانت عليه قبل توقيعنا على الاتفاق". وفي هذا السياق اشار كيري خلافا لما قاله بعض اعضاء اللجنة من ان دول الخليج العربي ترفض الاتفاق، ان هذه الدول، مع ان لها تحفظات على البرنامج النووي الايراني، الا انها رحبت بالاتفاق.
وواجه كيري اسئلة صعبة من اعضاء اللجنة، واتهمه احدهم "بالتذلل" لمرشد الجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي، وتركزت الشكوك حول قدرة واشنطن وحلفائها من التحقق من صدقية ايران وتطبيقها لتعهداتها. وكان كيري يكرر ان المسألة لا تتعلق بالثقة، بل بامتحان ايران والتحقق من نياتها وليس بالاعتماد على وعودها. وقال رئيس اللجنة الجمهوري ادوارد رويس ان ايران ليست دولة عادية " وهي ببساطة لا يمكن الوثوق بها اذا كانت لديها تقنية التخصيب لان جهود التحقق لا يمكن ان تكون موثوقة بالمطلق".
وكان من اللافت ان كيري لم يؤكد وجود تغيير جذري وثابت في حسابات ايران بالنسبة الى برنامجها النووي وقال :" عدت من مفاوضاتنا الاولية بأسئلة جدية حول ما اذا كان الايرانيون مستعدين او راغبين في اتخاذ الخيارات التي يجب ان يتخذونها". وتساءل " هل غيرت ايران حساباتها النووية؟ بكل صدق لا اعتقد اننا نستطيع ان نقول ذلك بثقة حتى الان. ونحن بالتأكيد لا نأخذ كلامهم على انه كاف "، وعاد كيري للقول "صدقوني هذه ليست مسألة ثقة"، مضيفاً " ونظرا لتاريخ (العلاقات بين البلدين) نحن كلنا محقون في شكوكنا في شأن ما اذا كانوا مستعدين لاتخاذ الخيارات الصعبة وان ينفذونها".
ورأى ان الفترة الراهنة تمثل "افضل فرصة تتوافر لنا لامتحان الاتفاق من دون ان نخسر أي شيء"،  محذراً من ان "فرض عقوبات جديدة ضد ايران سوف يغضب حلفاء وشركاء واشنطن في مجموعة الخمسة زائد واحد، ويمكن ان يعطي ايران الذريعة للتملص من الاتفاق.
وكان وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف قد قال لمجلة "تايم" انه اذا فرض الكونغرس عقوبات جديدة ضد ايران خلال الاشهر الستة المقبلة فان هذا سيعني "ان الاتفاق بكامله سيموت" ، مشددا على ان حكومته لن تتفاوض تحت الضغوط، وان اعتماد الكونغرس لعقوبات جديدة " سيبين انعدام الجدية وانعدام الرغبة بتحقيق اتفاق من الولايات المتحدة"
وتواجه ادارة الرئيس باراك اوباما معارضة قوية للاتفاق في الكونغرس وخصوصاً من اعضاء الحزب الجمهوري الذين وجدوا انفسهم في تحالف مشترك مع بعض اقطاب الحزب الديموقراطي في مجلس الشيوخ من بينهم السناتور روبرت مينينديز رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ.ويعتزم السناتور مينينديز مع السناتور الجمهوري مارك كيرك التقدم بمشروع قرار يفرض عقوبات جديدة ضد ايران قبل نهاية السنة. ولكن مصادر مقربة من رئيس مجلس الشيوخ السناتور هاري ريد، قالت ان اقرار اي عقوبات قبل نهاية السنة شبه مستحيل.