التخوف من الأسلحة الكيميائية في سورية

أعلن اتحاد المنظمات الطبية الإغاثية السورية أن أعضاءها عاينوا عشرات المرضى الذين يعانون من مشاكل صحية إثر تعرضهم لهجمات بأسلحة كيميائية، مؤكدين ارتفاع تلك الأعداد بشكل متواصل, وقال أحد مؤسسي الاتحاد توفيق شماع "هناك عشرات الحالات المصابة في هجمات يبدو أنها بأسلحة كيميائية خصوصاً بين المدنيين", وأشار إلى أن 97% من الضحايا هم من المدنيين، وأن الحالات تركزت بشكل خاص في أحياء دمشق.
 واستند شماع إلى قائمة من 34 هجوماً مشتبهاً به جمعتها منظمة هيومن رايتس ووتش سورية، ليوضح أن معظم الهجمات تم شنها على ما يبدو بواسطة مقاتلات أو مروحيات عسكرية أو صواريخ ، مضيفاً "أن النظام السوري هو الذي يملك هذه الأسلحة"، مؤكداً أن هذه الهجمات تتكرر في شكل مضطرد, ولفت إلى أنه "منذ 2013 شهدنا زيادة كبيرة في هذه الهجمات، وفي الأيام الأخيرة تحدث الهجمات بأسلحة كيميائية في ضواحي دمشق بشكل شبه يومي".
فيما أكد عضو اتحاد المنظمات الطبية الإغاثية السورية الطبيب السوري الدكتور موسى الكردي أنه كان شاهد عيان على حالات المصابين الذين تعرضوا للقصف بالأسلحة الكيماوية في مدينة سراقب السورية في 29 نيسان /أبريل الماضي، حيث قام بالتعامل مع أربع حالات من تلك الإصابات لسيدتين وطفل يبلغ من العمر 13 عاماً ورجل 35 عاماً وجميعهم من أسرة واحدة وتم نقلهم إلى تركيا في الليلة نفسها بسبب عدم توفر الإمكانات لعلاجهم حيث توفيت إحدى السيدتين بعد الوصول إلى تركيا مباشرة .
وأضاف الكردي والذي يعمل منذ ثلاثة شهور مديراً لإحدى المستشفيات الميدانية في شمال سورية وفي مؤتمر صحافي عقده في جنيف الجمعة أن تلك الحالات كانت من بين 22 حالة أصيبت جراء تلك الهجمة الكيماوية على سراقب والتي قتل فيها أربعة أشخاص آخرين، أن الحالات الأربع كانت الأولى التي تعرضت للإصابة من الأسلحة الكيماوية وتم نقلها إلى دولة مجاورة خارج سورية.
وأشار إلى أن الجهات التركية المختصة قامت بتوثيق كامل لتلك الحالات من خلال الخبراء كما قدمت عينات من أنسجتهم ودمائهم إلى عدد من دول العالم ومنها بريطانيا والتي أكدت نتائج تحاليلها لتلك العينات أنهم تعرضوا للإصابة بغاز السارين على وجه التحديد وهو ما أكدته أيضا التحليلات التركية .
ولفت الكردي إلى أن المجموعات التي جمعتها المنظمة تؤكد أن مناطق سورية قد تعرضت إلى 34 ضربة أو حادثة كيماوية وذلك في الفترة من 9 حزيران/يونيو 2012 وحتى الآن تم توجيه 6 منها إلى 6 مناطق مختلفة خلال الشهور الستة الأخيرة من العام الماضي ثم تم توجيه 16 ضربة أخرى في الشهور الأربعة الأولى من العام الجاري 2013 وحتى نهاية ابريل الماضي ولكن في آخر أسبوعين شهدت مناطق سورية 12 ضربة كيماوية .
وأكد الكردي أن المعلومات أشارت إلى أن قرابة ثلثي تلك الضربات الكيماوية جرت باستخدام طائرات حربية مقاتلة أو طائرات مروحية أما الثلث الباقي فقد تم باستخدام صواريخ سكود أو غراد وكان أكبر الضربات من هذا النوع تلك التي تعرض لها خان العسل, وبينما أكد الطبيب السوري العائد من الداخل أن محيط دمشق تعرض لقرابة 70 % من الضربات فقد أشار إلى أن أكثر من 94 % من المتلقين لتلك الضربات كانوا من المدنيين كما نوه إلى أن غياب التغطية الإعلامية في المناطق التي تتعرض لتلك الضربات قد يكون السبب الغموض الذي يحيط بهذا الموضوع رغم وجود الأدلة.
وأعلن الطبيب السوري أنهم وجهوا ثلاث دعوات رسمية إلى لجنة التحقيق الدولية التي شكلها الأمين العام للأمم المتحدة للتحقيق في استخدام أسلحة كيماوية في سورية وذلك لأخذ إفادات الأطباء الذين تعاملوا مع الحالات التي تعرضت للإصابة بتلك الأسلحة بشكل مباشر وقد وعدت اللجنة بالقيام بذلك ولكنها لم تف بذلك الوعد وعاد اتحاد المنظمات الإغاثية وخاطب اللجنة الأممية في مخاطبة ثانية وثالثة طالبا منها الحضور لتوثيق شهادات المصابين الذين نجوا من قصف سراقب وغيرها والحصول على عينات من أنسجتهم ودمائهم لتحليلها والتأكيد من مصدر مستقل على استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية ولكن اللجنة لم تستجب حتى الآن ولم ترد.