تقرير السعادة العالمي لعام 2018

تقرير لمؤسسة غالوب العالمية الرائدة أحتوى على معدلات صادمة بخصوص السعادة في مصر، حيث جاءت في المرتبة 122 عالميًا من بين 156 دولة وفقا تقرير السعادة العالمي لعام 2018، وتسبقها بوركينا فاسو في المرتبة 121. ووفقا للتقرير حصلت مصر على تقييم 0.402 نقطة مما يعني أن الشعب المصري راسب في اختبار السعادة، ويعتمد مؤشر السعادة، على عدة عوامل هي متوسط دخل الفرد والدعم الاجتماعي الذي يتلقاه ومتوسط العمر وحريته في اتخاذ القرارات الحياتية والكرم الشخصي وإدراكه للفساد في بلاده.

تواصل "مصر اليوم" مع أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأميركية سعيد صادق، والذي أكد أن الأرقام المعلن عنها واقعية لأقصى درجة، وأن الحالة الداخلية السائدة لدى أغلب المواطنين ليست إيجابية وأن الظروف السياسية والاقتصادية التي مرت على الناس طوال 7 سنوات ساهمت في ذلك.

وقال صادق أنه على سبيل الحلول للخروج من تلك الحالة والتقدم في مؤشرات الرضاء العام، يجب أن تنخرط مؤسسات الدولة في إعمال أولويات المواطنين، أن تتضافر الجهات التنفيذية والحكومة ومجلس النواب في الإهتمام بشؤون المواطنين، والاستماع لشكواهم والقضاء على التخوفات بإجراءات سريعة وملموسة.

قال المواطن السيد فتحي 40 عامًا، أن معدلات السعادة في مصر تراجعت سواء باعتراف التقارير الدولية أو بالشعور العام لدى المواطنين أنفسهم، مشيرًا إلى أن تردي خدمات الصحة والتعليم وتفشي البطالة تعد أسباب رئيسية من وجهة نظره في عدم شعور المواطن بالرضاء أو الأمان الصحي والدراسي أو الوظيفي، وبالتالي يصبح فرد غير سعيد.

وقال فتحي أن الأجيال الجديدة هي التي تدفع الثمن أكثر من الأجيال المتوسطة أو كبار السن، وأنه شخصيا قد استطاع تفضية أغلب فترات عمره في فترات ومراحل شهدت فيها البلاد استقرارا اقتصاديا وأمنيا، وأن الشباب اليوم لا يجد المتنفس أو الأحداث السعيدة الكافية والأنباء المطمئنة التي قد تغير من المعدلات السلبية.

أما صلاح عمر شاب 22 سنة، فقال أن تلك الأرقام التي تخص معدلات السعادة في مصر، تزامنت مع قرار حكومي يعتبره وأصدقاءه في منتهى الغرابة حول "هدم الآلاف من الملاعب الخماسية"، والتي قال أن ملايين الشباب يرتادوها في ظل غياب ملاعب مماثلة لدى وزارة الشباب والرياضة، واصفا تلك الملاعب بـ"المتنفس الوحيد" أمام بني جيله من أجل تخريج طاقاتهم، مؤكدا بشكل ساخر: بعد هدمهم سنكون وصلنا إلى أقصى درجات السعادة.

وقال عمر أنه لا يلمس حاليا مايعاني منه أرباب الأسر من حيث مسؤوليات الإنفاق على السلع الغذائية أو شراء الملابس ومصاريف الدروس وغيره، ولكنه يمثل شريحة كبيرة، كانت لديها أولويات، كسعر تذكرة السينما أو الدخول لقصر ثقافي أو الاشتراك في نادي رياضي، وكلها تضاعفت أسعارها 5 مرات على الأقل، فلا مجال للحديث عن صحة نفسية جيدة أو معدلات عالية للسعادة.

وبالعودة إلى التقرير، فإن الوجهات المثلى للبحث عن السعادة، فتتصدر فنلندا الترتيب، وتصحبها 6 دول من شمال أوروبا بالإضافة إلى نيوزيلندا وكندا وأستراليا.

بعدها سنجد دول وسط أوروبا الصناعية بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وكوستاريكا والإمارات، أما أتعس 10 شعوب على الأرض فتضم 7 من أفريقيا وسوريا واليمن، بالإضافة إلى هايتي، أفقر دولة في نصف الكرة الغربي.

وأردف التقرير: التغير الكبير يحدث عندما يعود الجيل الثاني للوطن، فعلى سبيل المثال إذا كان تقييم مدى سعادة المواطنين المولودين في الخارج فقط، ستكون مصر في المرتبة 62 عالميا وبدلا من منافسة بوركينا فاسو سنزاحم اليونان والمجر.

ويرجع هذا إلى أن المصريين المولودين بالخارج، حتى بعد عودتهم للوطن والحياة فيه، يكونوا أقل خوفا من المخاطر، ويملكون دافعا أكبر لتحقيق الإنجازات، وإقامة العلاقات، كما تكون لديهم مهارات وثروات أعلى بسبب الهجرة