القاهرة : مصطفى الخويلدي
أعلنت وزارة الداخلية المصرية ، مساء اليوم الخميس، أن معلومات توافرت لقطاع الأمن الوطني، تفيد باتخاذ بعض كوادر ما يسمى بـ"لجان الحراك المسلح"، من إحدى الشقق الكائنة في منطقة 1 شارع الحرمين، في منطقة قباء في مدينة السلام في القاهرة، مقراً لعقد لقاءاتهم التنظيمية، ووكراً لإختبائهم وإخفاء أسلحتهم.
وأضاف البيان، إلى أنه تم على الفور التعامل مع تلك المعلومات، واستهداف الوحدة السكنية المشار إليها، عقب استئذان نيابة أمن الدولة العليا، مشيرا الى أنه حال مداهمة القوات الأمنية لها، فوجئت بإطلاق أعيرة نارية تجاهها، ما دفعها للتعامل مع مصدرها، حيث أسفرت المواجهة عن إصابة 4 ضباط، ومصرع عمار محمد عبد العليم محمد، وعُثر بجواره على بندقية آلية، وخزينتين آلي، وطبنجة 9 مم، بالإضافة الى كمية كبيرة من الطلقات الحية، والفوارغ مختلفة الأعيرة.
وأشار الى أنه بتفتيش محل إقامة المتوفي، الكائن في شارع نور الإسلام، من شارع أحمد عصمت، في منطقة عين شمس في القاهرة، عُثر على بندقية آلية، وطبنجة حلوان 9 مم، وعدد كبير من الطلقات، وبنطلون مموه، وآخر خاص بقوات الأمن المركزي، و3 جرابات طبنجات، وقناعي غاز، وبيادتي عمليات، وخوذة، ومبلغ مالي، ومشغولات ذهبية، باَلإضافة الى ماسك غاز.
وكان فريق من نيابة أمن الدولة العليا، بناء على تكليف من النائب العام المستشار نبيل صادق، انتقل صباح اليوم إلى معاينة موقع الحادث، حيث كشفت المعاينة المبدئية عن وجود عدد كبير من فوارغ الطلقات، بمكان الحادث بلغ حوالى 300 فارغ، نتيجة إطلاق الأعيرة النارية.
كما تحفظت النيابة على فوارغ الطلقات، لبيان علاقتها بسلاح الشرطة أو المتهمين والتحفظ على عدد من الأسلحة النارية والمواد المستخدمة في صناعة القنابل والمتفجرات، التي عثر عليها داخل شقة الخلية المتطرفة، قبل إرسالها إلى المعمل الجنائي لفحصها وإجراء المعاينة، وأمرت التصريح بدفن جثمان القتيل عقب الإنتهاء من أعمال التشريح، وتواصل النيابة الإستماع الى أقوال الضباط المصابين وأفراد القوة الأمنية المرافقة لهم، بعد سماح حالتهم الصحية، وطلبت النيابة سرعة تحريات مباحث الأمن الوطني حول الواقعة، وأمرت بندب خبراء الأدلة الجنائية لمعاينة موقع الحادث ورفع البصمات الموجودة بالمكان وفحص الأسلحة والمواد التي عثر عليها في موقع الحادث.
وكشفت التحقيقات الأولية، أن تلك العناصر اتخذت المنطقة وكرا لأعمالهم المتطرفة، بهدف التخطيط لتنفيذ عمليات في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي، وأضاف المصدر، وأن المتشددين بدأوا في التنقل لأكثر من جهة، خوفا من تعقب الأمن لهم، حتى وقع اختيارهم على منطقة جسر السويس للتخطيط لعملياتهم، وذلك بعد ورود معلومات من مصادر سرية لجهاز الأمن الوطني، بتحركات الخلية تم التنسيق مع قوات العمليات الخاصة التابعة للأمن المركزي ومباحث القاهرة وقطاع الأمن العام، لمداهمة الموقع، وعندما شعرت الخلية بقدوم القوات، بادروا بإطلاق النار وحاولوا تفجير بعض العبوات الناسفة، التي كانت بحوزتهم، لكن قوات الأمن تعاملت معهم وقتلت عنصر واحد منهم.
وأضافت التحقيقات، أن الاشتباكات استغرقت حوالي 3 ساعات، بسبب حرص قوات الأمن على عدم إصابة أحد سكان المنطقة، و أن القوات عثرت داخل الشقة على أسلحة نارية عبارة عن بنادق آلية، ومواد متفجرة ومواد تصنيع العبوات الناسفة، تم التعامل معها بواسطة خبراء المفرقعات.
وأشارت التحقيقات، الى أن مداهمة المتشددين في جسر السويس تعد من العمليات النوعية والمهمة ضد الجماعات المتطرفة، التي تسعى لاستهداف رجال الشرطة والجيش والشخصيات العامة، حيث أن قوات الأمن طالبت الأهالي عبر مكبرات الصوت بالتزام منازلهم، حفاظا على أرواحهم، فيما قام المتشددون بإطلاق النار على قوات الشرطة ومنازل المواطنين.
ويواجه المتهمون تهم الانضمام إلى جماعة تأسست على خلاف أحكام القانون، الغرض منها الدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين، ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها، والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين والحقوق والحريات العامة والإضرار بالسلام الاجتماعي، والقيام بأعمال عدائية ضد مؤسسات الدولة وسلطاتها خاصة قوات الشرطة والقوات المسلحة.
وأكد مصدر قضائي، أن الأمن الوطني يستجوب صاحب العقار الذي شهدت إحدى شققه الاشتباكات التي دارت فجر اليوم، أثناء مداهمة قوات الأمن مقر خلية متطرفة، في جسر السويس، كانت بصدد تنفيذ تفجيرات ضد رجال الشرطة والجيش وشخصيات عامة، للوقوف على الأوراق التى قدموها أثناء تأجيرهم الشقة، والمدة التي مكثوا فيها.
وأضاف المصدر أن الأمن الوطني يستجوب عددًا من السكان، في العقار للوقوف على صلتهم بقاطني الشقة محل التحقيقات من عدمه، مشيرا إلى أن النيابة أمرت بالتحفظ على كل من صاحب العقار والوسيط، الذي تربطه قرابة بينه وبين صاحب العقار، والذي كان يعيش في السعودية قبل عودته الى مصر، وذلك لحين استجوابهما والإستماع لأقوالهما.
وأوضح المصدر، أن التحقيقات كشفت قيام الشاب المقتول بإطلاق الاعيرة النارية على القوة الأمنية من الشقة الموجودة بالدور الثامن، وأن المتهمين كان أول ليلة لهم في الشقة أمس الأربعاء، وحاولت القوة الأمنية القبض عليهم، من دون اطلاق الرصاص إلا أنهم اضطروا إلى تبادل اطلاق الأعيرة النارية، حيث صعد عدد من قوات الأمن الى مأذنة المسجد المقابل للعمارة، لمواجهة المتهم القتيل، إلا أنهم لم يتمكنوا من قتله إلا من خلال صعود العمارة.