نهايات غير سعيدة لبعض قصص الحب في مصر بسبب الأوضاع الاقتصادية

أيام قليلة، ويستقبل المصريون عيد الحب أو "الفالنتاين"، والذي يوافق 14 شباط/ فبراير من كل عام، إذ يجتمع فيه العشاق في مختلف دول العالم مع من يحبون. غير أن الوضع في مصر يختلف إلى حد ما، نظرا لانشغال قطاع عريض من المواطنين بتدبير متطلبات الحياة المعيشية، ويبقي جزء لا يستهان به من الشباب ينتظر هذا اليوم بفارغ الصبر، لكي يجتمع مع محبوبته، وقضاء يوم جميل في الحدائق والمنتزهات أو أدوار السينما.

يأتي عيد الحب هذا العام ومعه قصص حب وُلدت من جديد، وأخرى انتهت بغير رجعة، بعد وعود وعهود قطعها كل من الجانبين على أن يبقيا معا إلى الأبد وأن تتوج قصة حبهما بالزواج، مع محاولات حثيثة من الأصدقاء والمقربين لإعادة إحيائها من جديد، إلا أنها باءت بالفشل.

تنوعت القصص وتبقى النتيجة واحدة، وهي كُتبت لها نهاية غير سعيدة، ويبقى الرابط المشترك بين القصص التي سنرصدها لكم خلال السطور التالية، أن الظروف والأوضاع الاقتصادية التي أتت بالسلب على الشباب في مصر وقضت على أحلامهم في الزواج، هي أحد أسباب نهايتها إلا لم تكن السبب الرئيسي.

"تعرفنا على بعض خلال المرحلة الإعدادية عندما كنا معا في مدرسة مشتركة في مدينة نصر، وانتهت علاقتنا في عام 2016 بسبب فشله في تدبير نفقات الزواج"، هكذا بدأت "منى-س"، 24 عاما، حاصلة على بكالوريوس تجارة، حديثها عن قصة حبها التي استمرت أكثر من 10 أعوام والتي انتهت منذ شهور.

وتضيف "كانت علاقتنا خلال مرحلة الإعدادية، لا تتعدى حدود الزمالة، إلا عندما وصلنا إلى الصف الثالث الثانوي، انتقلت علاقتنا من مرحلة الزمالة إلى أبعد من الصداقة، واتفقنا أن نلتحق معا بنفس الكلية، وبالفعل التحقنا معا في كلية التجارة جامعة القاهرة".

وتابعت: "وتخرجنا معا، على أمل أن يوفي كل منا بالوعد الذي أخذه على نفسه، إلا أنه مع أول اختبار له في الحياة العملية، شهدت علاقتنا توترا كبيرا إذ انضم إلى القوات المسلحة، لتأدية الخدمة العسكرية، كمجند لمدة عام، وخلال هذه الفترة كانت علاقتنا متمثلة في مكالمة هاتفية من شهر إلى آخر لا تتجاوز 3 دقائق".
واستطردت: "بعد أن انتهى من تأدية الخدمة العسكرية، فشل في الحصول على فرصة عمل له، وأبلغني أن أمامه خمس سنوات أخرى لكي يتمكن من تدبير متطلبات الزواج وبعدها أغلق الهاتف في وجهي بعد أن أبلغني بضرورة البحث عن شخص مناسب لي قادر على تدبير متطلبات الزواج".

"كنا على وشك إتمام حفل الزفاف منذ 3 أشهر، إلا أن القرارات الاقتصادية الأخيرة التي أصدرتها الحكومة في مطلع شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، حالت دون تحقيقه"، بهذه الكلمات بدأت شروق حديثها، قائلة: "استمرت علاقتي مع خطيبي السابق أكثر من 5 أعوام، وتحمّلت كل المشاكل والأزمات التي شهدتها علاقتنا طوال فترة الخطوبة، أملا في الوفاء بالعهد الذي قطعته على نفسي أمامه في أن نظل معه إلى الأبد حتى تتوج علاقتنا بالزواج".

وتضيف: "خطيبي السابق كان يعمل محاسبا في إحدى الشركات التابعة للقطاع الخاص، تعّرفنا على بعض عندما كنا طلبة في المرحلة الجامعية، وتعهدت له بعد تخرجنا في الكلية، أني سأنتظره لحين الحصول على فرصة عمل، وهو ما نجح فيه بالفعل بعد معاناة طويلة".

واستطردت: "وبعدها جاء إلى منزلنا وبصحبة أسرته لكي يخطبني، واتفقنا على إتمام الزواج بعد عام من الخطوبة، يكون تمكّن من تدبير نفقات الزواج، ومع صعوبة الأوضاع الاقتصادية، اتفقنا على تأجيل الزواج، وبعد تركه وظيفته نتيجة تعسر الشركة التي يعمل بها، أبلغني أنه سيافر إلى الخارج، وأنه يرغب في فسخ الخطوبة، حتى لا تهدر مزيد من الوقت، وهو ما فعلناه بالفعل".