تضارب في الأنباء بشأن زيارة هيلا ماريام ديسالين رئيس وزراء أثيوبيا لمصر

تضارب في الأنباء بشأن موعد زيارة رئيس وزراء أثيوبيا هيلا ماريام ديسالين لمصر، حيث كان الموعد المبدئي هو وصوله، الأحد، إلا أن وكالة الأنباء الأثيوبية أعلنت أن موعد الزيارة سيكون الخميس المقبل، للمشاركة في أعمال اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، دون تحديد موعد رسمي للزيارة.

ويأتي هذا في الوقت الذي وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، كلمة، خلال افتتاحه الإثنين، عددًا من المشاريع في محافظة المنوفية، إلى الأشقاء في السودان وإثيوبيا، قائلًا إن مصر لا تتآمر ولا تتدخل في شؤون أحد وحريصة على أن تظل علاقتها طيبة بأشقائها، كما أكد أن مصر لا يمكن أن تحارب أشقائها، بل تبحث دائمًا عن السلام والتعمير.

وأكدت مصادر دبلوماسية لـ"مصر اليوم"، أن رئيس الوزراء الأثيوبي سوف يصل مصر هذا الأسبوع، ومن المرجح أن يكون يوم الأربعاء لحضور جلسات عمل اللجنة العليا المشتركة مع مصر بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، وقالت إنه سيتم الإعلان رسميًا من قبل الرئاسة المصرية عن موعد الزيارة ووصول رئيس الوزراء الأثيوبي ديسالين إلى القاهرة، رافضة الكشف عن الموعد المحدد للزيارة.

وأشارت المصادر إلى أنه لم يتحدد بعد أيضًا جدول الزيارة المرتقبة وموعد إلقاء رئيس الوزراء ديسالين كلمته أمام مجلس النواب المصري حسب ما تم الإعلان عنها مسبقًا، واعتبر مساعد وزير الخارجية الأسبق للشؤون الأفريقية، السفيرة منى عمر، أن الزيارة تعني وجود انفراجة في أزمة سد النهضة، موضحة أن أديس أبابا قد تقبل المبادرة المصرية الخاصة بإشراك البنك الدولي في المفاوضات.

وأوضحت منى عمر أن الحديث عن التواصل المباشر بين القاهر وأديس بابا في تلك الأزمة كلام غير صحيح، مؤكدة أن السودان دولة محورية لمصر، ولا يمكن حل الأزمة دون التوافق الثلاثي بين مصر وإثيوبيا والسودان، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء الإثيوبي، سيعتمد في خطابه للبرلمان على "الكلام المعسول والشعارات لتهدئة الرأي العام المصري.

من جانبه، نفى وزير الري المصري الأسبق، محمد نصر الدين علام ما إذا كانت ستقدم إثيوبيا تنازلات في سبيل الموافقة  المبادرة المصرية، مضيفًا أن زيارة ديسالين كان مخططًا لها منذ فترة، ردًا على زيارة الرئيس للعاصمة الإثيوبية، مؤكدًا أن التحركات المصرية السياسية الإقليمية والدولية، والخشية من تبعاتها، وآخرها زيارة الرئيس الإريتري أسياس أفورقي، منذ أيام، واحترامه القيادة السياسية في مصر، هي ما دفعت رئيس الوزراء الإثيوبي للمجيء سريعًا إلى القاهرة.

فيما وصفت الدكتورة نهى بكر، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في القاهرة، الزيارة بـ«الخطوة الإيجابية»، خاصة بعد التعنت الشديد الذي واجهناه من الجانب الإثيوبي طيلة الفترة الماضية، وهي حصيلة للجهود الدبلوماسية المصرية لحل الأزمة، مبينة أن رغبته في الإدلاء بخطاب في البرلمان المصري، هي محاولة لاستمالة النواب والشعب المصري، ولا أعتقد أنها قد تأتي بنتائج إيجابية، إلا إذا أبدى ديسالين مرونة في التفاوض، لافتة إلى أن الهدف من الزيارة هو إبداء حسن النية برغبة إثيوبيا في التفاوض.

في سياق متصل، نفى الرئيس الإريتري أسياس أفورقي وجود أي قوات مصرية في قاعدة "ساوا" المتاخمة للحدود مع السودان، واتهم أطرافًا في السودان وإثيوبيا بمحاولة خلق صدام بين الخرطوم وأسمرة، وذكر موقع "سودان تربيون" أن الرئيس الإريتري أسياس أفورقي صرّح خلال مقابلة تلفزيونية بأن "هناك توجهًا من الخرطوم وأديس أبابا لدفع أريتريا للحرب".

وانتقد الموقع استعراض صور التعزيزات العسكرية في وسائل الإعلام، مشيرًا إلى أن "المخابرات الإثيوبية والسودانية تروج لمعلومات غير صحيحة.. الاتهامات محاولة للهروب إلى الأمام"، وأضاف أفورقي في هذا الشأن قائلًا: "بعض أصحاب المصالح في السودان وإثيوبيا يحاولون خلق صدام بين السودان وإريتريا".