سماسرة ظاهرة "الكوبونات" المُنتشِرة في شوارع "وسط البلد"

انتشرت خلال الفترة الأخيرة ظاهرة "الكوبونات" في شوارع "وسط البلد"، وأوّل الجمل التي يُمكن أن تسمعها "مبروك حضرتك كسبت معانا رحلة مجانية وكل المطلوب تدخل تملى البيانات في المكتب"، وذلك أثناء سيرك في أحد شوارع وسط البلد في منطقة القاهرة، وهو ما دفع مُحرّرة "مصر اليوم" لتحرّي حقيقة شركات "التايم شير" التي تبيع الوهم للمصريين، بعد تكرار الشكاوى من بعض المواطنين تفيد بتعرضهم لوقائع نصب من هذا النوع.

ولم تكن الجملة التي وقعت على مسامع المحررة مفاجأة، فهي ما كانت تبحث عنها بالفعل، حتى تستطيع أن تكشف هؤلاء السماسرة الذين ينصبون على البُسطاء، بشكل يومي.

وردّت المحررة على الشاب الذي وقف أمامها مباشرةً، ممسكا بيده عدة كروت: "فعلا ببلاش؟"، فكان رده: "طبعا ببلاش ومبروك عليكم الرحلة"، ثم اصطحبها المندوب إلى مقر الشركة أسفل إحدى العمارات القديمة، وطلب منها الجلوس مع إحدى الموظفات التي استقبلته بتلك الكلمات: "مبروك عليك الرحلة وبالإضافة للرحلة كمان كسبتي جهاز كهربائي من الأجهزة الكهربائية المعروضة دي، بس قرر عايزة الفرن ولا الخلاط ولا غسالة الأطباق؟"، وكانت إجابته: "الفرن"، لترد الموظفة قائلة: "تمام بس علشان تكسبي الفرن مطلوب تدفعي 40 جنيه.. فكان رده: "لكن الأستاذ قال لي الهدية مجانية.. لترد مبتسمة: "هي فعلا مجانية وإن شاء الله تسترديها من فرعنا في المهندسين لما تستلمي الفرن ومش كتير لما تدفعي 40 جنيه مقابل فرن ورحلة وطبعا إنتي مستغربة إزاي رحلة وفرن هدية لكن ده مقابل إن حضرتك هتعملي لينا دعاية لما تكلمي أصحابك عن منتجاتنا وكمان إنتي مش مطلوب منك تروحي المهندسين وممكن تتصلي ويجيلك الفرن لغاية عندك وكل ده بـ40 جنيه".

بعد الخروج من المكان قامت بالاتصال بفرع المهندسين لطلب الجهاز الكهربائي وكان الرد كالتالي: "والله آسفين لأن العريبة اللي بتنقل الأجهزة عطلانة ويا ريت تشرفينا لاستلام هديتك لأننا مش عارفين العربية هتتصلح إمتى"، ولتلبية الدعوة ذهبت في اليوم التالي لفرع المهندسين وكان الاستقبال كالتالي: "مبروك على الرحلة وعلى الفرن وطبعا الأستاذة قالت لحضرتك إن الـ40 جنيه مش تمن الرحلة ولا تمن الفرن لكن حضرتك مطلوب منك تعمل للشركة دعاية وعلشان كده مطلوب أن 5 من أصحابك أو جيرانك بعد ما تكلمهم عننا علشان يشتركوا معانا في رحلة من رحلاتنا في فنادق وقرى الشركة السياحية في الغردقة أو الساحل الشمالي".

وردت على الموظف: "أنا ماقدرشي أقنع 5 من أصحابي لأن يمكن فيهم اللي مش عايز يشترك ويمكن فيهم اللي مش فاضي ييجي المهندسين وفي فرع وسط البلد ماحدش قالي إن استلام الهدية مقابل اشتراك 5 من أصحابي"، فرد الموظف بابتسامة: "خلاص في حل سهل أن حضرتك تدفعي 400 جنيه وتاخدي الفرن.. فكان ردها: "هي ماقالتش فيه دفع 400 وقالت هدية مجانية"، فكان الرد كالتالي: "هي قالت لحضرتك الرحلة مجانا لكن الفرن مقابل الدعاية وحضرتك مش عايزة تعملي لينا دعاية ومافيش فرن في أي معرض بـ400 جنيه وكمان هتستلميه في حفلة هنعملها وهندعيكي أول ما نخلص إجراءات الحفلة"، بعد الإصرار على الرفض طلب الـ40 جنيها وقوبل الطلب بالرفض قائلين: "مع الأسف اتوردت علشان الحفلة".

بدأ صوته يرتفع وكاد الأمر يتحول لمشاجرة، وهدد باللجوء للشرطة ولجهاز حماية المستهلك، وفور علمهم بطبيعة عملي كصحافي، تغيّرت لغة الحوار ولم يتركوني أغادر المكان إلا بعد رد الـ40 جنيها.

وعن تلك الشركات تقول سعاد الديب رئيس جمعية حقوق المستهلك: "انتشرت تلك الشركات وأصبحت موجودة في المولات والشوارع والسبب يرجع إلى غياب الوعي لدى المواطن المصري الذي لا يعرف حقوقه كمستهلك ولا يقوم بالإبلاغ عن تلك الشركات ويتبع سياسة ربنا يعوض عليّ في العشرين جنيه أو الخمسين جنيه ولذلك يجب على الإعلام توعية المواطن ونحن نعمل بالفعل على توعية المستهلك المحتاج إلى التنزه ولا يملك مصاريف الرحلات ولكن يملك الـ40 جنيه وهذا ما تستغله تلك الشركات".

بينما يرى العميد أيمن لوقا، الضابط السابق في مباحث الأموال العامة "أن ما يصدر بحق المواطن من قبل تلك الشركات هي عمليات نصب ويجب على المواطن الذي تعرض لمثل هذه العروض الوهمية إبلاغ أقرب قسم شرطة لكن مع الأسف هذا لا يحدث مما يؤدي إلى انتشار تلك الشركات التي تتربح من النصب على المواطنين".​