النائب البرلماني عن حزب المصريين الأحرار مصطفى سالم

يتصاعد الحديث في مصر الآن عن عدم جدوى 112 حزبا سياسيا غير فاعل في الساحة، وضرورة اندماج القوى والتيارات السياسية في كيانات كبرى من أجل تنشيط الحياة السياسية والحزبية، ليبين خبراء ونواب في البرلمان لـ"مصر اليوم" رأيهم في المسألة وتوقعهم للإيجابيات المرجوة منها والعوائق أمام تنفيذها.
أكد النائب البرلماني عن حزب المصريين الأحرار مصطفى سالم، على أن مقترح اندماج الأحزاب المصرية الصغيرة مع الكبيرة يتردد كثيرا مؤخرا، وأن شيوع التحدث عن الأمر يأتي بسبب الحاجه إليه، مبديا كامل تأييده لمسألة ضم الأحزاب، موضحا: "هناك مايزيد على 100 حزب، لماذا لا يصبحون 10 على أقصى تقدير".
وتابع النائب البرلماني "من بين 10 أحزاب كبرى، يكون هناك 4 أقوياء يتنافسون بضرواة في كل الاستحقاقات الإنتخابية والمناسبات السياسية، سيكون الأمر مفيد للجميع، وسيعمل على تقوية الحياة الحزبية السياسية، ويزيد من قدرات كل الأحزاب، الكبير منها والصغير، ستكون هناك وفرة في التمويل، وحشد للقدرات والإمكانيات على الأرض".
وأوضح سالم الذي يشغل منصب وكيل لجنة الخطة والموازنة، أنه من أجل تفعيل المقترح وإنزاله من الإطار النظري إلى حيز التطبيق، يجب أن يتبنى البرلمان أو الحكومة على وجه السرعة "تعديل تشريعي" على قانون الأحزاب، لتذليل العقبات الإجرائية وتسهيل مسألة الاندماج.
وأكد سمير الخولي نائب رئيس الأغلبية البرلمانية أن فكرة اندماج الأحزاب "توجه رئاسي" سبق وأفصح عنه الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال أحد مؤتمرات الشباب مؤخرا، وأن ذلك سيصب دون شك في مصلحة الأحزاب، والتي يجب أن يكون من بينها لاعبون أو ثلاثة يتحملون مسؤولية تنشيط الساحة السياسية الحزبية في الداخل المصري.

وقال الخولي في تصريحات خاصة لـ"مصر اليوم" إنه حتى الآن لم تتخذ الأغلبية النيابية قرارا نهائيا بتحويل ائتلافها "دعم مصر" إلى حزب يشكل ظهير سياسي للرئيس، ولكن الإمكانات لذلك متوفرة، سواء من حيث المقرات المنتشرة بطول وعرض محافظات الجمهورية، أو الهيكل الإداري التنظيمي، أو المتطلبات اللوجيستية، وصولا إلى العنصر البشري.
واختتم الخولي حديثه بأن كل شيؤ وارد للتنفيذ والتطبيق، ومن بينها أن تصيح الأغلبية النيابية مشكلة في حزب سياسي، ولكن ذلك مرهون بأمرين: رغبة نواب البرلمان واستطلاعات الرأي وقياساتها في الشارع، لو لمسنا حماس نيابي أو شعبي، سننظر للأمر بجدية.
وحدد نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية عمرو هاشم ربيع، مجموعة من الشروط والمحددات اللازمة لإنجاح تجربة اندماج الأحزاب السياسية، أولها التخلي عن النزعات الفردية لدى رؤساء الأحزاب، والذين تقوم أحزابهم على فكرة الفرد الواحد، بحيث ينتمي الحزب إلى شخصية، لا العكس من حيث انتماء الشخصية مهما كان حجمها إلى الحزب.
وتابع: "يجب أيضا أن تنوي الدولة مساعدة الأحزاب وأهم أشكال المساعدة تتمثل في تغيير النظام الانتخابي من فردي وقوائم مطلقة، إلى القوائم الحزبية، بحيث نجد تنافس واحتدام ولكن في مضمار حزبي سياسي يعمل على تنشيط وتطوير الكوادر البشرية والعناصر الشابه لتصبح في ما بعد قيادات تتولى المسؤولية".​