الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي

حرص الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على توجيه الحكومة المصرية والجهات المختصة للتأكد على عدم تحويل المصانع إلى مصادر للتلوث البيئي، وجاءت هذه التعليمات من خلال بعض الشكاوى من المواطنين بسبب وجود بعض الملوثات رصدتها الدراسات التي قامت بها الأجهزة المعنية وأكدت ضرورة التحرك لوقفها.

وأكد خبراء أنه يجب أن تكون هناك مراجعة خاصة بالمواصفات البيئية للمصانع التي يتم افتتاحها خلال الفترة المقبلة، وفقًا لعدد من الشروط والمعايير التي تضمن بيئة نظيفة وحفاظًا على صحة المواطنين، بخاصة في ظل صناعة الأسمنت التي ستشهد تقدمًا خلال الفترة المقبلة في مصر، وهناك تشديدات من قبل الجهات المعنية لمنع تحول مصانع إلى بؤر تلوث سواء في المناطق المحيطة بها أو للهواء.

وقال مدير مركز الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، الدكتور أمجد الحداد، في تصريحات صحفية، إن هناك خطورة صحية كبيرة على العاملين داخل مصانع الإسمنت بالإضافة  إلى الخطورة على المقيمون بالمناطق المحيطة  في المصانع , وبخاصة للمصانع الذي يتم إنشاءه في مناطق سكنية أو بالقرب منها، موضحًا أن الخطورة تأتي من خلال تطاير الذرات الخارجة من المصنع والذي تؤدي إلى بعض الأمراض منها السدة الرئوية أو « التليف الرئوي» أو حساسية الصدر، والتي تجعل وجود صعوبة في التنفس أو تؤدي إلى بعض الأزمات المتكررة، والتي تجعل المواطن يستخدم " بخاخات للتنفس"، هذا بالنسبة للأشخاص الأصحاء.

أما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون في الأصل من مرض الحساسية أو ضعف المناعة، فعند تعرضهم لأي غبار، سوف يصابون بالأزمات الربوية بصورة مستمرة، أو فشل في التحكم الدوائي والتي تؤدي إلى دخول المريض في هذه الحالة إلى الرعاية الصحية في إحدى المستشفيات.

وتابع "الحداد"، للوقاية من مخاطر هذه الصناعة يجب أن يتم تفعيل دور الصحة المهنية داخل هذه المصانع لمتابعة الحالة الصحية للعمال واكتشاف حالات الإصابات والتليف الرئوي مبكرًا، ويجب عمل إدارة صحية داخل كل منشئة صناعية للحفاظ على صحة العاملين بالمصانع، باعتباره أنه ستكون مدركة تمامًا لخطورة المكونات الإسمنت وخطورته الصحية، وستكون مدربة بالقدر الكافي علي الإجراءات الصحية المتبعة للتخلص من النفايات بصورة طبية وصحيحة .

وأشار أنه يجب عمل فحوصات طبية وأشعات وإجراء الكشف الدوري على جميع العاملين بهذه المصانع وتطعميهم جميعًا بتطعيم الالتهاب الرئوي وتطعيمات الانفلونزا، لأن هذه الفئة هم أكثر عرضة للإصابة بمخاطر صناعة الأسمنت بالإضافة إلى  الالتزام بارتداء الكمامات أثناء التواجد داخل المصنع، كما طالب بوجود حملات تفتيش من قِبَل كل من وزارة الصحة ووزارة البيئة علي مصانع الأسمنت لمتابعة تطبيق معايير الجودة الطبية والالتزام بالمعايير الصحية في التصنيع .

وأوضح الخبير البيئي الدكتور محمد الزرقا، في تصريحات صحافية، أن صناعة الإسمنت من الصناعات الملوثة للبيئة والتي تشكل خطرًا كبيرًا على صحة الإنسان، لذلك  يجب قبل إنشاء هذه المصانع يتم عمل دارسة للتقييم البيئي لها، من قبل الجهات المختصة من أجل الحصول على تصريح لإنشاء هذا المصنع وفقًا للاشتراطات القانونية والصحة والبيئية.

وأوضح أن الدراسة التي يجب تفعيلها على هذه المصانع ستكون عبارة عن دارسة للتقييم للآثار المحتملة سواء كانت سلبية أو إيجابية لمشروع مقترح البيئة الطبيعية والهدف من هذه العملية هو إعطاء متخذي القرار وسيلة لإقرار الاستمرار في المشروع أو إيقافه "الدراسة تتضمن الموقع المناسب لإنشاء المصنع ونوع الوقود المستخدم أثناء التصنيع، حيث غير مسموح باستخدام الفحم لما فيه من أضرار بالغة وأيضًا الطريقة الصحيحة للتخلص من مخلفات هذه الصناعة ووجود فلاتر علي مداخن المصانع وغيرها من الخطوات التي تجعل هذه المصانع صديقو للبيئة مؤكدًا "أنه في حال تقديم مصانع الأسمنت لهذه الدراسة وتأكد الجهات المعنية بالاطلاع عليها من سلامتها فإن البيئة حينها لن تتضرر من صناعة الأسمنت وكذلك العاملون بهذه المصانع".