قصف الغوطة بـ3 قذائف صاروخية

استهدفت الجماعات المسلحة محيط المعبر الإنساني قرب مخيم الوافدين في الغوطة الشرقية بـ3 قذائف صاروخية منذ بدء سريان الهدنة اليوم، الجمعة، وبدأت الهدنة يومها الرابع في الساعة التاسعة صباحا كالعادة لتستمر حتى الساعة الثانية بعد الظهر، وسط أنباء عن تردي الأوضاع الإنسانية في المنطقة. وأقام المركز الروسي للمصالحة في روسيا "خطا ساخنا" لسكان الغوطة أمس الخميس، وتلقى المركز خلال يوم واحد أكثر من 30 اتصالا من أهالي الغوطة وأقاربهم المقيمين في دمشق.

ووفقا لرئيس قسم المترجمين في المركز، ألكسندر ماسلينيكوف، فإن المواطنين يشكون غياب المساعدة الطبية وشح المياه والمواد الغذائية والكهرباء. وقال ماسلينيكوف للصحافيين: "وصلتنا أيضا شكاوى مفادها أن المسلحين رفعوا أسعار المستلزمات الأولية والأغذية عشرات الأضعاف. وفي ظروف قلة التغذية، يبدي كثيرون استعدادهم للشروع في أكل لحوم الحيوانات الشاردة.

وذكر المسؤول، أن بعض المواطنين حاولوا رشوة المسلحين كي يسمحوا لهم بمغادرة الغوطة، إلا أن المسلحين رفضوا طلبهم. وأضاف ماسلينيكوف أن شح الكهرباء والغاز يدفع الكثيرين إلى استخدام ملابسهم الشخصية والأحذية كوقود. ويُذكر أن إعلان هدنة الـ5 ساعات في الأيام الماضية لم تسفر عن نتائج، إذ استمر المسلحون في احتجاز المدنيين قسرا ومنعهم تحت طائلة العقاب من الانتقال إلى منطقة آمنة عبر معبر الوافدين الإنساني.

وأكدت الخارجية الروسية أن الوضع في الرقة كارثي جراء قصف التحالف، وأن النداءات لفتح ممرات إنسانية هناك لم تلق أي رد، فيما ينص القرار الأممي 2401 على توزيع المساعدات في عموم سورية. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروافا: "أكثر ما يثير قلقنا هو الوضع في مدينة الرقة التي تعاني دمارا كبيرا طال بنيتها التحتية، جراء الاشتباكات العنيفة التي دارت بين قوات سوريا الديمقراطية مدعومة بطائرات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، وعناصر تنظيم "داعش" الإرهابي قبل تحريرها في أكتوبر/تشرين الأول 2017".

وأشارت زاخاروفا إلى أن الاشتباكات تخللتها ضربات عنيفة لطائرات التحالف بما في ذلك بقنابل الفوسفور الأبيض، ترافقت مع قصف مدفعي وإطلاق قذائف هاون، ما أدى إلى دمار هائل في المدينة. وأضافت أن ممثلي التحالف الدولي لم يستجيبوا أثناء الاشتباكات إلى أي نداءات لتقديم مساعدات إنسانية أو فتح ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين أو حتى تقديم المساعدات الطبية وإجلاء المرضى، "مصير المدنيين لايهمهم ولا يهم المجتمع الغربي".

وتابعت زاخاروفا أن جميع الهدن قصيرة الأجل التي نادت بها "قسد" خلال عمليات محاربة "داعش" في الرقة كانت تهدف في حقيقة الأمر إلى إخراج مسلحي "داعش" من الرقة ونقلهم إلى دير الزور ومناطق أخرى لتكون في مواجهة القوات الحكومية.

وأشارت المتحدثة إلى أن مدينة الرقة باتت الآن "مدينة أشباح، يظهر ذلك جليا من خلال المقاطع المصورة عبر الطائرات من دون طيار.. والتي تظهر الدمار الكبير الذي ألحق بالمدينة من تدمير للبنية التحتية بشكل كامل وتدمير المستشفيات والمدارس والمباني وشبكات الكهرباء وشبكات المياه والصرف الصحي، فضلا عن إفادات مصادر محلية في المدينة بانبعاث روائح من تفسخ الجثث المنتشرة في المدينة، فضلا عن وفرة القنابل والألغام المزروعة في المدينة".

وأبدت المتحدثة استغرابها من تعليق جميع المبادرات الدولية المتعلقة بتخصيص الأموال لإزالة تلك الألغام. وأوضحت زاخاروفا أن الرقة يجب أن تكون تحت السيادة الشرعية السورية، منوهة بأن وجود القوات الأميركية شرق نهر الفرات هو انتهاك لسياة سورية والقانون الدولي لأنها تتواجد على أرض ذات سيادة بدون موافقة الحكومة، "الولايات المتحدة، في انتهاك لسيادة سورية، موجودة شرق نهر الفرات، لا تسمح للسلطات العسكرية ولا حتى المدنية بالدخول إلى المناطق التي توجد فيها وكذلك للمنظمات الإنسانية الدولية، والصحافيين".

وأكدت زاخاروفا على ضرورة لفت انتباه المجتمع الدولي وأعضاء التحالف الدولي  إلى أن القرار الأممي 2401 لمجلس الأمن نادى بتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في جميع أنحاء سورية بما فيها الرقة دون أي عوائق. وصوتت كل من الصين وكوبا وفنزويلا والعراق بـ"لا" ورفضت الاجتماع لبحث مشروع قرار بريطاني في مجلس حقوق الإنسان حول تدهور الوضع الإنساني في الغوطة الشرقية في ريف دمشق. وصوتت الدول الأربع المذكورة بلا مقابل 25 أيدت الاجتماع فيما تغيب عن الاجتماع مندوبو 8 دول أعضاء.

وكانت بريطانيا قد طالبت رسميا مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الخميس، بعقد اجتماع عاجل لبحث الوضع في الغوطة الشرقية، فيما أكد رولاندو غوميز المتحدث باسم الأمم المتحدة "أن المجلس المؤلف من 47 دولة ومقره جنيف سيبحث الطلب البريطاني". ومن جهته، قال جوليان برايثوايت سفير بريطانيا في رسالته للمجلس، إن بلاده ستسعى لاستصدار قرار ذي شأن، وستوزع مشروعه على الدول الأعضاء قريبا.