القوات المسلحة المصرية

غادرت عناصر من القوات المسلحة المصرية، متجهة إلى المملكة الأردنية الهاشمية اليوم الجمعة، للمشاركة في أنشطة وفعاليات التدريب المشترك "العقبة 2016"، والذي يستمر في الفترة من 5 إلى 25 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، بمشاركة وحدات من القوات البحرية والجوية وقوات التدخل السريع والقوات الخاصة من الجانبين، وذلك في إطار خطة التدريبات المشتركة للقوات المسلحة مع الدول الشقيقة والصديقة.

ويشتمل التدريب على العديد من الأنشطة والفعاليات لنقل وتبادل الخبرات التدريبية بين القوات المشاركة من البلدين الشقيقين لتنفيذ مختلف المهام بمشاركة تشكيلات من الوحدات الميكانيكية والمدرعة وعناصر الدعم من القوات البحرية والجوية، بهدف دعم وتأكيد قدرة العناصر المشاركة علي التخطيط والتنسيق والعمل المشترك لتنفيذ المهام المختلفة ومواجهة المخاطر والتحديات الأمنية الراهنة والمحتملة التي تستهدف أمن واستقرار المنطقة.

وقد تضمنت مراحل الإعداد للتدريب رفع معدلات الكفاءة الفنية والقتالية للعناصر المشاركة في الموضوعات العامة والتخصصية وصولاً إلى أعلى معدلات الكفاءة والاستعداد القتالى، بما يسهم في تحقيق النقاط والأهداف التدريبية المشتركة، وتنفيذ مخطط التحميل والنقل الاستراتيجي للقوات من مناطق تمركزها إلى موانئ التحميل والوصول استعدادا لانطلاق فعاليات التدريب الذي يحظى باهتمام كبير من القيادة العامة للقوات المسلحة لكلا البلدين الشقيقين، وينفذ للعام الثاني على التوالي بعد أن استضافته مصر عام 2015.

وتكتسب العلاقات التاريخية المصرية-الأردنية أهمية خاصة نظرا للدور الإقليمي المهم الذي تلعبه الدولتان في مواجهة التحديات والأخطار التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط الآن.

وهناك عدة ملفات أساسية يتعاون فيها الجانبان بشكل كبير، على رأسها القضية الفلسطينية التي تعدّ القاهرة وعمان طرفا أساسيا فيها، وما زالت كل منهما تسعيان من أجل استئناف المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية وفقا للمرجعيات الدولية، إلى جانب ملف التطرف، حيث تتفق رؤى الدولتين على ضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية للتعامل بكل حزم مع خطر التنظيمات المتطرفة، مع العمل على الدفاع عن الإسلام، ضد من يقومون بتشويه صورته السمحة التي تنبذ العنف والتطرف، وتحضّ على التسامح والاعتدال وقبول الآخر.

وتشهد العلاقات العسكرية بين البلدين تعاونا كبيرا، بلغت ذروتها عندما اندلعت الحرب في 6 تشرين الأول/ أكتوبر عام 1973، بين مصر وسوريا من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، عندما وضع الأردن قواته تحت درجة الاستعداد القصوى، وصدرت الأوامر لجميع الوحدات والتشكيلات بأخذ مواقعها حسب خطة الدفاع المقررة، بهدف شغل القوات الإسرائيلية، وتخفيف الضغط على الجبهتين المصرية والسورية، وهو ما كان له دور كبير في تحقيق النصر.

وبعد توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل في عام 1979، بدأت مناورات "النجم الساطع"، أكبر التدريبات متعددة الجنسيات في العالم، في مصر للمرة الأولى في أكتوبر من عام 1980، وكان الأردن من بين 11 دولة مشاركة فيها إلى جانب مصر.