القاهرة- مينا جرجس
اعتبر سياسيون وأحزاب مصرية أنّ العدوان الثلاثي على سورية يُرسل رسائل متناقضة، بينما أدانوا العدوان مشبّهين إياه بما حدث مع العراق في وقت سابق.
وأكد الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، أن الغارات الثلاثية ضد مواقع في سورية ترسل رسائل متناقضة.
وقال موسى في سلسلة تغريدات عبر حسابه الرسمي على موقع التدوين المصغر "تويتر": "الغارات الثلاثية ضد مواقع في سورية ترسل رسائل متناقضة، أولها أنها ترد على استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين، لكنها في الواقع تمثل ردا غير مؤثر، وثانيها أنه إذا كان هذا هو العقاب ضد استخدام الكيماوي فإن هناك إذن ضوء أصفر وليس أحمر إزاء هذا الاستخدام (إذا كان حدث بالفعل) وذلك بالموازنة بين مكاسب الضربات السورية ونتائج "العقاب" الأميركي".
وأضاف: "وثالثها أنه تم إبلاغ روسيا مسبقا بالغارات ونطاقها، مما يعني أن الأمر لن يستدعي تصعيدًا أو صدامًا أميركيا أو غربيا مع روسيا إلا من حيث التصريحات والبيانات ومجلس الأمن.. إلخ".
وأضاف: "ورابعها أن هناك عنصرًا حفظ ماء الوجه خصوصا بعد أن توعد الرئيس ترامب على "تويتر" بإجراء عسكري قريب، وخامسها أن هناك تأكيدا لتفاهم أميركي روسي، تأخذه بالحسبان تركيا وإيران، على أطر التصرف في سورية وحدوده دون الاهتمام بدور عربي، يلاحظ عدم مساس الغارات بأي مواقع إيرانية أو تابعة لها".
واختتم موسى تغريداته: "وسادسها: القمة العربية غدا، وهي بالطبع مطالبة بصياغة رد الفعل العربي بهذه التطورات، كما أنها مطالبة باتخاذ موقف واضح من الاستخدام المحتمل للأسلحة المحرمة، والمهم هو أن تطالب القمة بمقعد عربي على مائدة نقاش مستقبل سورية".
وأدان الحزب العربي الناصري المصري، العدوان الثلاثي على دولة سورية الشقيقة، واصفا إياه بـ"غير الإنساني" والذي تقوده أميركا دولة الشر في العالم بقيادة الشيطان الأكبر ترامب وبمشاركة دولتين ضالعتين في التآمر على العالم العربي على مدار التاريخ بريطانيا وفرنسا مدبرتي تقسيمات سايكس بيكو وهي مؤامرة لا تنسى تستهدف هذه الدول الثلاث إعادة إنتاجها من جديد لتفتيت المفتت وتجزئة المجزء وحتى تستمر سياسة إضعاف العالم العربي لضمان قوة وأمن الكيان الصهيوني، فضلا عن محاصرة مصر إقليم القاعدة وعزلها عن محيطها العربي لفرض وجود إسرائيل في إعادة إنتاج العدوان الثلاثي القديم عام 1956 واستطاع الشعب المصري بقيادة الزعيم جمال عبدالناصر دحر هذا العدوان الثلاثي والذي شارك فيه العدو الصهيوني في 56 ويستبدل بأميركا الآن، وهو الانتصار الذي سيتحقق بقوة الله وبعزيمة الشعب السوري البطل في الحرب الجارية".
وقال الحزب إن الدول العربية التي تبارك وتموّل العدوان تثبت فشل النظام الإقليمي القطري وتؤكد على أنه لا سبيل لإنقاذ الأمة من التفتت والضياع والانهيار المقبل إلا بالعودة إلى الوحدة العربية ومشروع عبدالناصر.
وأكد الحزب مجددا على موقفنا العروبي الواضح والثابت الذي لم ولن يتغير ضد أي عدوان على أي دولة عربية عدونا معروف يحتل مقدساتنا صهيوني بنجمة داوود لن يكون صديقا ولا حميما ولن نستبدل عداءه بصفقة قرن ولا تطبيع أو تكرير لبتروله نحن مع سورية الشعب والحكومة وكل نظام مقاوم للصهيونية والهيمنة الأميركية.
وأكد الحزب الناصري على أن سورية استطاعت الانتصار على داعش السرطان الذي زرعته أميركا في العالم العربي بهدف تفتيت الدول العربية وخلق بؤر توتر في كل بقاع العرب بهدف إضعاف الدول المحيطة بالكيان الصهيوني، والذي يدير هذه المؤامرة من البنتاغون والكونغرس الأميركي الذي يسيطر عليه اللوبي الصهيوني.
وشدد الحزب على أن هذه العمليات الإجرامية تأتي على خلفية انتصار الجيش العربي السوري الأول على الجماعات الإجرامية وحتى يعطي قبلة الحياة لتلك الجماعات لإعادتها مرة أخرى لتمارس حالة السعار لنهش الجسد السوري الذي أضعفته الحرب التي دبرها الغرب المتآمر على وحدة الوطن السوري.
وأدان الحزب عدم تدخل مجلس الأمن وغياب ما يسمى بالشرعية الدولية واستبدالها بالبلطجة الصهيوأميركية لتركيع الدول الراديكالية الرافضة للهيمنة الأميركية، مطالبا بتوثيق هذه العمليات الإجرامية بهدف تقديمها للمحكمة الجنائية الدولية.
وطالب الحزب بتحرك الشعوب العربية وإيقاظ النخوة في شعوب استسلمت لمشاهد الدم الذي يراق بدم بارد، في ظل موت إكلينكي للنظام العربي الرسمي.
وقال عاطف مغاوري، نائب رئيس حزب التجمع المصري، إنه من العيب أن تصمت جامعة الدول العربية عن قيام دولة الاحتلال وداعمة الإرهاب الأول في العالم "أميركا" بضرب سورية، لافتا إلى أن حزب التجمع سيقوم خلال عدد من الزيارات لبعض السفارات الغربية، بتوضيح خطورة الأسباب التي تسوقها دولتا "إنجلترا وأميركا" لضرب سورية مثلما فعلتا مع العراق.
وأوضح مغاوري أن هاتين الدولتين احتلتا العراق تحت دعوة تطهيرها من الأسلحة الكيماوية، ثم اعترف "توني بلير" رئيس وزراء بريطانيا ومتخذ قرار حرب العراق في ما بعد، أن العراق كان خاليا من الأسلحة المحظورة وقدم اعتذاره للعالم.
وأشار عاطف مغاوري إلى أن أميركا وحلفاءها "يجن جنونهم" كلما حققت سورية انتصارات على الإرهاب في مدن العراق، مؤكدا أن تدمير العراق له آثار مدمرة على القضية الفلسطينية ومصر وباقي المنطقة العربية وعلينا أن نتصدى بقوة لكل هذه الحروب.