رئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماي

تقترب رئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماي، من الموافقة على الانضمام إلى العمليات العسكري ضد نظام الرئيس بشار الأسد، حيث قالت إن المملكة المتحدة "توصلت بسرعة" إلى استنتاج بشأن من يقع عليه اللوم في هجوم يشتبه في استخدام خلالها أسلحة كيميائية في سورية، ولم تلقي الحكومة باللوم رسميًا على الرئيس السوري في تنفيذ الهجوم الذي وقع يوم السبت وأسفر عن مقتل 70 شخصًا بينهم أطفال، لكن ماي اتخذت خطوة مهمة لإسناد المسؤولية إلى الديكتاتور يوم الأربعاء، حيث قالت "كل الدلائل تشير إلى أن النظام السوري كان مسؤولًا".

وقالت ماي إن استخدام الأسلحة الكيماوية "لا يمكن أن يمر دون رد"، مع استمرار الضغط عليها للانضمام إلى العمل العسكري المحتمل، وجاء ذلك خلال زيارة إلى برمنغهام بعد أن أكد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لروسيا وسورية أنه "يستعد" لهجوم صاروخي، مبينًا أن القنابل ستكون "جديدة وذكية".

المؤشرات تدين النظام السوري

وعندما سُئلت عما إذا كانت قلقة من تصريحات الرئيس ترامب الأخيرة، قالت ماي "إننا نعمل مع حلفائنا، ونحن نعمل من أجل فهم ما حدث على الأرض، ولقد وصلنا بسرعة إلى هذا الفهم.  وجميع المؤشرات تدل على أن النظام السوري كان مسؤولًا، وسنعمل مع أقرب حلفائنا على كيفية ضمان محاسبة المسؤولين عنهم، وكيف يمكننا منع وردع الكارثة الإنسانية التي تأتي من استخدام الأسلحة الكيميائية في المستقبل. ولا يمكن الاستمرار في استخدامها دون وضع حد لذلك".

في غضون ذلك، تجنبت رئيسة الوزراء سؤالًا بشأن ما إذا كانت ستمنح النواب فرصة الموافقة على العمل العسكري. إلا أن النواب كانو قد قاموا برفض إجراء عسكري بريطاني محتمل ضد الأسد في عام 2013 ، لكنهم صوتوا لصالح الانضمام إلى الغارات الجوية ضد مسلحي "داعش" في سورية في عام 2015، وتتعرض  ماي لضغوط لإعطاء النواب رأيًا مماثلًا بشأن ما إذا كان على المملكة المتحدة الانضمام إلى جولة جديدة من العمل. وإن كانت لديها السلطة لاتخاذ قرار فردي إلا أن القيام بذلك من شأنه أن يخاطر برد فعل سياسي عنيف.

روسيا تستخدم حق الفيتو

وكشفت رئيسة الوزراء أن بريطانيا ستعمل مع "أقرب حلفائها لمعرفة كيف يمكن محاسبة المسؤولين عن ذلك". وقالت إنها "روعت" لكن "لم تفاجأ" بقرار روسيا باستخدام حق النقض "الفيتو" ضد مشروع قرار في الأمم المتحدة يوم الثلاثاء، والذي يسعى إلى إنشاء هيئة جديدة لتحديد المسؤول عن الهجوم، مضيفة "لا يمكن أن يكون هناك دورًا الآن للتحقيقات من جانب الأمم المتحدة".

 من ناحية أخرى، قام ترامب بالتغريد كاستجابة غير عادية صباح الأربعاء، لادعاء روسيا بأنها ستقوم بإسقاط أي صواريخ أطلقت على سورية بعد الهجوم بالأسلحة الكيماوية في دوما. وأوضح "لا ينبغي أن تكون شريكًا لحيوان يقتل بالغاز وتقتل شعبه وتستمتع به!" ، ووصف العلاقة بين الولايات المتحدة وروسيا بأنها "أسوأ الآن من أي وقت مضى، وهذا يشمل الحرب الباردة" لكنه أصر على أنه "لا يوجد سبب لذلك". وقال "روسيا تحتاج منا للمساعدة في اقتصادها، وهو أمر من السهل جدًا القيام به، ونحن بحاجة إلى جميع الدول للعمل معًا، ولنوقف سباق التسلح؟"

ويذكر أن منطقة دوما السكنية وهي آخر ما تبقى من المناطق التي يسيطر عليها المتمردون في سورية، تعرضت للهجوم بالأسلحة الكيماوية المشتبه بها نحو  الساعة 8.45 مساء يوم السبت. وأظهرت لقطات من الأرض جثث الأطفال والكبار. وكان كثير منهم في قبو عندما شن الهجوم.