علي عبد الله صالح

اشتعلت صنعاء منذ ساعات الفجر الأولى يوم السبت بين شريكي الانقلاب، ميليشيات الحوثي، وقوات حزب المؤتمر الشعبي العام الموالي للرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، وسيطرت قوات "المؤتمر"، مدعومة بفصائل قبلية على مطار العاصمة اليمنية، فضلًا عن مبانٍ حكومية عدة كانت سقطت في يد ميليشيات الحوثي بعيد انقلابها على الشرعية، كالجمارك والمال، بالإضافة إلى وكالة" سبأ" الحوثية، ومبنى التلفزيون، كما سيطرت على مبنى وزارة الدفاع ومعسكر النقل في صنعاء.

إلى ذلك، تمكن مسلحون قبليون من طرد ميليشيا الحوثي من مدينة المحويت، كما أفيد عن قيام قوات موالية للمؤتمر بالسيطرة على مدينة إب، وكشفت تقارير صحافية أن الطرفين استقدما مقاتلين وتعزيزات عديدة إلى العاصمة، وأن قوات المؤتمر سيطرت على معسكر كزيز جنوب العاصمة، كما أفيد بوجود حالة طوارئ غير معلنة في العاصمة اليمنية بعد توقف حركة المرور في الشوارع.

الحوثي يهدد بفرض الأمن

ووسط تلك الاشتباكات العنيفة، واحتدام المعارك هدد زعيم ميليشيا الحوثي بفرض الأمن بالقوة، ووصف قوات المؤتمر بـ"الميليشيات"، وما تقوم به بالاعتداءات السافرة. كما دعا صالح إلى التعقل، والتراجع، في حين دعا الحزب الموالي للرئيس اليمني المخلوع كافة موظفي الدولة في الإدارات التي يسيطر عليها الانقلابيون إلى عدم الانصياع لأوامر ميليشيات الحوثي في صنعاء وبقية المحافظات اليمنية، كما دعا اليمنيين للدفاع عن أنفسهم في وجه ميليشيات الحوثي.

وأدت الاشتباكات حتى الآن إلى سقوط 80 قتيلا و150 جريحًا من الطرفين. بينما كانت مصادر عسكرية ميدانية يمنية أفادت بمقتل أكثر من 40 عنصرًا من ميليشيات الحوثي وجرح العشرات في تجدد المواجهات فجر السبت، ولليوم الثالث بين شريكي الانقلاب في اليمن، وقد دارت الاشتباكات الأعنف حتى الآن بين حزب صالح (المؤتمر الشعبي العام) وميليشيات الحوثي في الأحياء الجنوبية والغربية للعاصمة صنعاء، وأكدت مصادر طبية وصول العشرات بين قتلى وجرحى من ميليشيات الحوثي إلى المستشفى الجمهوري ومستشفى الثورة ومستشفيات خاصة تديرها الميليشيات، بالتزامن مع اشتداد المواجهات بين الطرفين.

القبائل الموالية للمخلوع في ذمار تقطع الطريق

وعلى الجانب الآخر، دخلت قبائل يمنية، على خط المواجهات المسلحة المحتدمة في صنعاء، لمساندة المخلوع صالح ضد ميليشيات الحوثي، واندلعت، مساء الجمعة، اشتباكات بين الحوثيين وقبائل خولان، وهي إحدى قبائل طوق صنعاء، في نقطة الشرزة التابعة للحوثيين، حيث استولى عليها مسلحو القبائل، وذلك بهدف تأمين دخول مقاتليهم إلى العاصمة لدعم صالح، وبدأت أعداد كبيرة من مسلحي قبائل خولان وبني مطر وسنحان بالتوافد إلى صنعاء لإسناد قوات حزب صالح.
 
وقد انفجرت المواجهات المسلحة بين شريكي الانقلاب، في الساعات الأولى من صباح السبت، وسط العاصمة اليمنية، وامتدت إلى مناطق جديدة، وباستخدام مختلف أنواع الأسلحة بما فيها الثقيلة، وأكد سكان محليون أن أصوات الانفجارات تهز أرجاء العاصمة، مع تجدد الاشتباكات، وسط اتهام متبادل بين الحوثيين والمخلوع صالح في مواقعهم الإخبارية الرسمية، عن المسؤولية في خرق الهدنة والتهدئة التي أعلنوا عنها مساء الجمعة.

واتسعت دائرة الاشتباكات لتشمل مناطق جديدة داخل العاصمة صنعاء، أبرزها نقم وحي سعوان، بجانب منطقة حدة والحي السياسي وشارع بغداد وشارع صخر، فيما شهدت الأيام الثلاثة الماضية مواجهات دموية بين شريكي الانقلاب، سقط فيها قتلى وجرحى من الطرفين، قبل أن يتم الإعلان مساء الجمعة، عن التوصل لتهدئة، لم تصمد لساعات، لينفجر الوضع بشكل عنيف وأشد ضراوة من المواجهات السابقة.