الأمير محمد بن سلمان والبابا تواضروس الثاني

كشفت مصادر كنسية في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر، أن أحد أساقفة المجمع المقدس في الكنيسة القبطية، سيزور المملكة العربية السعودية، خلال الأسابيع المقبلة، في أعقاب زيارة ولي عهد السعودية، الأمير محمد بن سلمان، للكاتدرائية المرقسية، الاثنين، وذلك لتمهيد الطريق نحو زيارة تاريخية مرتقبة للبابا تواضروس.

وأضافت المصادر، أن ولي العهد السعودي وجه الدعوة للبابا تواضروس الثاني، لزيارة المملكة في إطار جديد من العلاقات والانفتاح والتسامح، مشيرة إلى أن زيارة الأسقف تهدف لافتقاد الأقباط في المملكة، وهو مطلب أساسي لعدد كبير من الأقباط هناك لعدم وجود كنائس في السعودية.وتابعت المصادر، أن زيارة "بن سلمان" التاريخية للكنيسة جاءت عقب زيارات ناجحة بين الطرفين بدأت بزيارة الأنبا مرقس، أسقف شبرا الخيمة، للسعودية ضمن وفد رفيع المستوى عقب ثورة ٢٥ يناير/ كانون الثاني وقت حكم المجلس العسكري، وتبعها زيارات للسفير السعودي لدى القاهرة أحمد القطان، للبابا تواضروس الثاني في الكاتدرائية ولقاء البابا بالملك سلمان بن عبدالعزيز في مقر إقامته أثناء زيارته للقاهرة.

وتعد هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي يزور فيها بابا الكنيسة المصرية، المملكة العربية السعودية، والتي ستمثل نقلة تاريخية مختلفة في مجال العلاقة بين الكنيسة والدولة الإسلامية الأولى في العالم، وكشف مصدر كنسي لـ"مصر اليوم"، أن البابا تواضروس رد على رسالة بن سلمان شاكرًا دعوته ووعده بالاستجابة لها في أسرع وقت ممكن، لافتًا إلى أن البابا يبحث القيام بزيارة المملكة العربية السعودية خلال الأشهر القليلة المقبلة.

ويعد الأنبا مرقس، الأسقف المصري الوحيد، الذي زار السعودية رسميًا أكثر من مرة: مرة عضوًا في الوفد الشعبي لعودة العلاقات بعد ثورة 25 يناير/ كانون الثاني، وأخرى لتفقد أحوال الأقباط هناك بناء على طلب منه للسلطات السعودية.وفي عام 2012 زار الأنبا مرقس، السعودية مع الوفد الشعبي المصري، والتقى بالملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، والذي أكد عمق العلاقات المصرية السعودية والتاريخ المشترك بين البلدين، وكانت هذه المرة الأولى التى يزور فيها ممثل للكنيسة الأرثوذكسية الرياض، وتكررت زيارته إلى السعودية عام 2014 ليتفقد الأقباط العاملين في المملكة السعودية.

وأوكلت مهمة ترتيب اللقاء بين البابا والعاهل السعودي أثناء زيارته إلى مصر عام 2016   للأنبا مرقس، واقتصر اللقاء على الترحيب والحديث عن ذكريات العاهل السعودي في مصر، وكذلك سماحة الأديان كونها بالأساس علاقة بين الإنسان والله، دون التطرق إلى أي مشاكل أو مطالب خاصة بالأقباط.